دردشة يكتبها لكم الأستاذ الطاهر بوسمة /لو شكلت النهضة الحكومة فهل تقدر على الصمود

قلت في نفسي لولا وفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي لما كانت تلك النتيجة التي لم تكن تتماشى مع نتائج الانتخابات الرئاسية.ولكن مشيئة الله ارادت ان تأتينا الانتخابات الرئاسية برئيس من طينتنا يشبهنا في كل شيء.

أقول ذلك لأني بت على يقين من لخبطة التركيبة الفسيفسائية التي نجح فيها من نجح من الأحزاب والأفراد وأخفقوا في التوافق على تشكيل حكومة.

لم يكن ذلك غريبًا علينا بعد الفشل في باتت عليه شؤون الدولة في الخمس سنين التي تولى فيها الحكم نداء تونس مع احزاب أخرى تشابهه في التكوين والعقلية وكلها في النهاية ضد النهضة التي أجبرت على التخلي عن الحكم إثر أزمة حادة أجبرتها على الخروج منه وتشكيل حكومة كفاءات فنية جاءت بعد صفقة ببن الشيخين السبسي والغنوشي دخلت بمقتضاها النهضة بموجبها من جديد بوزير واحد ووحيد لم يكن له فيها اهمية.

بتنا من وقتها لخمس سنين نعيش تحت حكم النداء الذي كان يبشرنا بالرفاهية وعودة هيبة الدولة ولم نر شيئا منها.

قام بتشكيل حكومة من بقايا التجمعيين وأطياف أخرى قريبة واستأثر وحده بالسلطات الثلاث من رئاسة الجمهورية إلى رئاسة مجلس نواب الشعب إلى رئاسة الحكومة. ولكنه فشل فشلا ذريعا ولم نر الا انقسامه لشظايا شكلت حزبيات لم تقدر على الحياة، وكانت سببًا في خروج النداء من الحكم نهائيًا بعدما خسر الانتخابات الأخيرة منحدرا من 86 مقعدًا إلى 3 بات يعرضهم على الآخرين.

كان تحالفا ووفاقا مغشوشا بني عن سوء نية من الطرفين النداء والنهضة وانتهى فبل ان تنتهي العهدة التشريعية.

كان ذلك سببا لظهور أحزاب جديدة خرجت من تحت الأرض في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وكان البعض منها منبوذا وتحصل على أكثر من عشرين مقعدا في مجلس نواب الشعب وبات له شان سيمكنه من فرض أطروحته الجديدة التي تتماشى مع أهداف الثورة بعدما شبعت ضربًا وركلًا من الحكام العائدين للسلطة إلى درجة ظن البعض منهم انهم باتوا من الفائزين ولكنهم نسوا ان التاريخ لن يعود.

قلت وأنا أتابع محاولات تشكيل الحكومة الجديدة تنافرًا من نوع آخر بين من يزعمون الانتصار للثورة وآخرون يحنون للعهد المنتهي الصلاحية بفرار رئيسه ووفاته في الغربة، ولكنهم اتفقوا في النهاية على كره النهضة التي جاءت الأولى واستحقت تشكيل الحكومة بموجب الدستور الذي لم يجف الحبر الذي كتب به وبات عرضة للنقد والتجاوز.

لقد رأينا كما هائلا من الكره والحقد والنفاق، وتوافق على كل ما يتعارض مع نتائج الانتخابات التشريعية والرئاسية وقد أجمع فيها الناخبون على عقاب الحكام السابقين والمعرضين على قدر السواء وظهر ذلك جليًا خاصة في نتائج انتخاب رئيس الجمهورية بتلك النسبة الاستثنائية التي تمثلت في بيعة بنحو ثلاثة ارباع المصوتين.

إنهم لم يفهموا الرسالة الموجهة لهم بالبريد السريع ومضمونة الوصول وعادوا للتنازع حول الهوية، وبات البعض منهم يملي شروطه باستعلاء ونسي ان ذلك سيؤدي حتما إلى احتمال تدخل رئيس الجمهورية الذي منحه الفصل 89 مِن الدستور سلطة تمكنه في النهاية اما اختيار شخصية توافقية قادرة على تشكيل حكومة وفاقية أو الدعوة لانتخابات تشريعية ستكلفنا مالًا ووقتًا نحن في أشد الحاجة اليه.

لقد بت بعد الذي رأيته أتمنى أن تفشل المحاولات التي جاءت بالدستور والمرور لفرضية دعوة الناخبين ليعرف هؤلاء قيمتهم الحقيقة وانسجامها ما يريده الشعب.

                                         تونس في 8 نوفمبر 2019

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى