بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن / قيس سعيد مشروع ديكتاتور أم العاصفة التي ستقتلع “السيستام” الفاسد

كتب محمد عبد المؤمن :

ثبت اليوم ان الشخص الذي قيل انه جاء الى قصر قرطاج صدفة بعد ان فاز في انتخابات بلا أي ماكينة تدعمه او حزب معه بات الاكثر جدلا في تونس.

مسألة الوصول الى قرطاج لم تعد مهمة امام ما يحصل اليوم فالرئيس الذي اتهم بكونه بلا خبرة وانه لا يفهم في السياسة شيئا ولا يفقه فيها اثبت انه اكثر مقدرة وتمكنا منها ممن يصنفون كونهم سياسيون محنكون وانهم رجال دولة.

لا يمكن انكار كون هناك جانب انفعالي في التعاطي مع هذه الشخصية وهذا يتعلق بمن يدعمونه ومن يعارضونه.

فالأمر لا علاقة له حاليا  بالتقييم الموضوعي خاصة ممن يعادونه حيث ان عداءهم له محكوم بانفعالات اما ايديولوجية او شخصية.

فمن كانوا يرون انهم زعماء للثورة وجدوا انفسهم مهمشين ولم يستطيعوا ان يصنعوا ما صنعه قيس سعيد في اشهر او لنقل سنة ونصف السنة.

ليس مهما هنا الاغراق في التسميات لكن هناك امثلة واضحة نأخذها.

فالمعارضة الشرسة لنجيب الشابي لقيس سعيد لا علاقة لها مطلقا  بالحكم العقلاني بل بشعور انساني وهو الغيرة وليس السياسيون في منأى عن ذلك.

الأمر نفسه لحمة الهمامي بل حتى لراشد الغنوشي .

اهم سؤال يمكن ان يطرح في علاقة بشخص قيس سعيد هو :

هل هذا الرجل هو مشروع ديكتاتور كما يروج خصومه ؟

هذه التهمة جاءته من النهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة أي ما يسمى بالحزام السياسي .

والحكم له ما يبرره . وما يبرره ليس انه فعلا مشروع ديكتاتور بل لأنه اربك الحسابات وكسر التحالفات والاهم من هذا انهم فوجئوا بكونه عقل يفكر ويدبر ويحسن التفكير والتدبير وانه ليس بسيطا كما تصوروه .

فموقف سعيد اليوم والصلابة العجيبة الي يظهر بها لم يفعلها حتى الباجي قائد السبسي رغم انهم يصفونه بالسياسي المحنك ولا المرزوقي الثوري .

بقي وجه آخر للأمر وهو ان قيس سعيد هو العاصفة التي تواجه السيستام .

فالنهضة وان تحولت الى حزب بعد الثورة فإنها اختارت ان تكون ضمن السيستام وجزء منه لتحافظ على نفسها وما تحالفها مع نداء تونس سابقا وقلب تونس حاليا الا لحماية نفسها بالسيستام.

قيس سعيد هو الفلتة التي تتحرك دون حسابات المنطق ولا اكراهات السياسية فهو يتحرك بطهورية سياسية بمنطق ليس لي ما اخسره كما ليس لي ما اربحه فالسلطة وسيلة وليست غاية.

قيس سعيد بات الشخصية رقم واحد في تونس لا لكونه الاقوى بل لأنه الاصدق وحتى من يعارضه لا يملك الا ان يحترمه ويحترم شجاعته واصراراه على المواجهة .

مواجهة من خشيتهم النهضة فتحالفت معهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى