بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن / رئيس حكومة مكبل ورئيس غامض وحزب حاكم مشغول بالصراعات والشعب “ماشي في الساقين”
كتب محمد عبد المؤمن :
نريد ان ننطلق من سؤال قد يتبادر الى ذهن أي تونسي وهو جزء من هذا الوضع الخانق الذي تعيشه البلاد وهو :
ما الذي أوصل البلاد الى هذه الحالة التي هي عليها ؟
هذا السؤال يتحدث حوله المختصون في الاقتصاد والمحللون السياسيون وغير السياسيين الذين يفتون في كل شيئ .
والجواب دائما يتكرر فهو واحد.
وهو ان كل متحدث ينطلق من قناعاته هو والطرف الذي يدافع عنه ليصب جام غضبه على خصومه.
النهضويون يحملون المعارضة سابقا ولاحقا المسؤولية او من يسمونهم جماعة صفر فاصل ومعها ظهر شعار يتذكره الكل وهو موتوا بغيضكم.
بالنسبة لغير النهضويين فان المسؤولية تتحملها النهضة لوحدها.
اليوم توسعت دائرة المتهمين فهي عبير موسي وهو راشد الغنوشي وقبله الفخفاخ وقبل الفخفاخ الشاهد واليوم المشيشي ومعه قيس سعيد .
اي ان المسؤولية تحمل دائما للأفراد.
تحميل الافراد المسؤولية طبيعي فالسياسة ليست نظرية هلامية بل هي من فعل اشخاص وينفذها اشخاص.
من الممكن ان تكون هناك قراءة هادئة اقرب للموضوعية وهنا يصعب الحديث عن الحياد لأنه لا وجود لحياد فهو مجرد شعار لا يصدقه حتى من ينادي به .
اليوم هناك رئيس حكومة عاجز مكبل بحزام سياسي ليس على قلب رجل واحد بل لكل مصالحه وحساباته وقد جاء هو في الوسط حتى صار همه ارضاء هؤلاء المختلفين وان تصنعوا كونهم متفقون.
في تونس اليوم رئيس جمهورية له شعارات جميلة لكنه غامض وكل يوم يزداد غموضا.
في تونس اليوم حزب حاكم حتى وان ادعى انه لا يحكم لكنه يحكم وهو مشغول بحساباته الخارجية وصراعاته الداخلية ومعارك الشقوق .
هناك عامل آخر يحمل مسؤولية ما وصلنا اليه وهو الثورة او الانتفاضة وكل له تسميته لكن هل الثورة حدث ام فاعل ؟
هي حدث وما جاء بعدها هو ما بعد الثورة .
الشعب ايضا له مسؤولية فيما يحصل فهو من وضع اصبعه في الحبر الازرق واختار زيدا وعمرو وهذا الحزب وذاك.
الازمة التي نعيشها ليست قدرا من السماء بل هي نتيجة لأسباب كثيرة اجتمعت بطريقة ما ومعادلة ما فكان ما نراه ونعيشه.