بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن : تونس تدخل مرحلة الجمهورية الثالثة … فما معنى ذلك

كتب محمد عبد المؤمن :

اهم ملاحظة يمكن رصدها والتمعن فيها فيما يتعلق بالتطورات السياسية التي تحصل في تونس هي كون هذه التحولات تحصل في هدوء وبلا فوضى او عنف .

الحديث اولا عن الثورة التي حصلت بين أواخر 2010 وبدايات 2011 حيث انها مرت بسلام.

لكن المحافظة على الاستقرار قابله تدمير كامل للاقتصاد نتيجة اخطاء منظومة تكونت بعد 2011 سارت في نفس المنوال السابق بل انها حولت الدولة الى غنيمة مستغلة الخطاب العاطفي الديني لتبيع الوهم وترسخ قدمها في مفاصل الدولة.

هنا الحديث عن منظومة النهضة .

البعض يسميها بالإسلام السياسي.

لكننا نفضل تسميتها بالسياسة البراغماتية الغنائمية.

فالدولة تحولت الى غنيمة والمفهوم الاساسي الذي كان يترسخ طوال عشر سنوات هو ان من امسكوا بالدولة هم الافضل أي وهم الافضلية وامتلاك الحقيقة.

فهم وجدوا في النظام السابق ارضية ليواصلوا بها ويستفيدوا قدر المستطاع.

الخطاب كان هنا يتراوح بين ليست لنا عصا سحرية ثم وصل الامر الى رضينا بالهم والهم مارضاش بنا وهي عقلية خطيرة جدا أي ان يحس الحاكم بالمعنى الذي يفهمون به السياسة الى صاحب الفضل على الشعب .

هذه العقلية ليست لدى شخص في منظومة النهضة والاسلاميين بشكل عام بل هي عقلية جماعية معها مفاهيم اخرى كثيرة كنا حذرنا منها مرارا في مقالات سابقة كما حذر منها غيرنا لأننا نسعى لنعكس رؤية الشعب وهي ان الحكم معطى الاهي وهي منة من السماء منحتها لهم الاقلية بل انهم صاروا وكأنهم شعب الله المختار .

منطق مسقط وفي منتهى العنف النفسي والمعنوي ادى الى قطيعة كاملة مع الشعب .

فالنهضة تحولت الى كيان منعزل على التونسيين فهي باتت في عالم والشعب في عالم آخر ورغم كل المؤشرات التي قدمت لها فقد كانت مصرة على مواصلة نفس المنهاج.

الغنوشي لم يكن الا الوجه الظاهر لغطرسة النهضة ودغمائيتها لان القناعات كانت عامة داخلة وحتى المعارضات التي حصلت كانت حول التسيير داخل الحركة ولم تكن نقدا للمنظومة او طريقة تسيير الدولة والحكم.

ما حصل بعد 25 جويلية 2021 هو دخول ف الجمهورية الثالثة بالمعنى الاطوار أي اننا بصدد الانتقال الى منظومة جديدة لكن لا يعني هذا القطاع كليا لان الحكم لها او عليها ما يزال باكرا .

فالأمر ليس مناطا بقيس سعيد فقط بل بمراكز قوى سيطرت على الدولة لعقود وليس من السهل نسف بعضها وتطويع اخرى فالمقامة ممن كانوا مستفيدين ستتواصل والمهم حاليا هو كيف تنتقل مؤسسات الدولة فالدولة الى مرحلة القطع مع الاشخاص .

فالعشرية السابقة كانت عقد الغنوشي والامل الا تكون الفترة القادمة عقلية شخص وفرد بل مؤسسات .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى