بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن / الوضع السياسي في تونس : انتهت حلول الأرض ومازالت حلول السماء

كتب محمد عبد المؤمن

ليس هذا من باب التشاؤم ولا هو تشاؤل كما يقول اميل حبيبي ولكنه في نفس الوقت لا مجال للتفاؤل لان الوضع صعب ومتأزم الى اقصى حد.

ما تعيشه تونس اليوم يمكن ان نلخصه في ما قاله الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ذات يوم: اني لا اخشى على تونس الا من ابنائها.

واليوم أبناؤها هم من جنوا عليها .

ليس مهما ان نصف ما يحصل ونرجعه الى زيد وعمرو والكل يعرف ويدرك من زيد ومن عمرو لكن المهم هو تحديد اصل المشكل والداء لان ما نعيشه هو داء ومرض اسمه الانا  الاعلى وتضخم الانا والغرور والنرجسية وفقدان ملكة التواضع .

الكل في هذه البلاد يصنف نفسه كونه العالم العلامة وانه يعلم كل شيء ويفهم في كل شيء .

من القاعدة الى اعلى الهرم لا تجد من يتواضع ويريد ان يسمع وينصت فالكل يريد الكلام والثرثرة والهذر لان ما وصلنا اليه هو الهذر بعينه.

في الاعلام هذر.

وفي مجلس النواب هذر.

وفي الاحزاب هذر.

حتى في داخل العائلات طغى الهذر والاسهال الكلامي .

نحن نعاني من مرض معقد وصعب ومتشعب.

هو مرض انعدام ثقافة الاستماع والحوار والثقة.

نعم هناك ازمة ثقة كبيرة حتى الصديق لم يعد يثق في صديقه والاخ معادش يعطي الجنب لخوه.

فما بالك براشد وقيس وهشام فكلهم منتوج هذه الوضعية والبيئة التي نعيش فيها.

السؤال الآن : وماذا بعد؟

بلاد واقفة ومعطلة لان شخصين يرفضان الحوار والتنازل وكل واحد منهما يخون الآخر ويتهمه.

المشكلة ليست في قيس وراشد مع حفظ الألقاب او حتى عدم حفظها فقد مللنا وسئمنا بل المعضلة في ثقافة طاغية في المجتمع ككل .

هي ثقافة انعدام الثقة.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى