بكل جرأة: ما يهم المواطن ليس من رئيس الحكومة وما حزبه بل انقاذ مقدرته الشرائية
من ينظر الى الصراع الدائر بين الاحزاب حول انتماءات رئيس الحكومة الجديد وعلاقته بالنهضة او بغيرها يتصور ان هذا الموضوع هو شاغل المواطن وهمه.
قد يتابع التونسي هذا الموضوع لكن للحقيقة نسبة كبيرة متابعتها من باب الفضول لا غير لان ما يعنيها ليس من هو الحبيب الجملي وما شهائده وما هو انتماؤه وهل هو نهضاوي او محسوب على النهضة بل انقاذ مقدرته الشرائية .
وهنا نركز على المصطلح وهو انقاذ لأننا لم نعد نتكلم عن تحسينها فقد تدهورت الى اقصى حد وكادت تموت ولم يعد المجال للحديث عن تحسينها بل انعاشها وانقاذها من حالة الموت السريري.
هذا هو مقياس نجاح الحكومة الجديدة ورئيسها الجملي فلن يحاسب اساسا على كم سيجمع من صوت في مجلس نواب الشعب وهل انه يفعل برنامج اقتصادي للنهضة او لغير النهضة بل المواطن يريد ان يكون قادرا على ملء قفته .يريد ان يرى الاسعار تنخفض. يريد ان يشتري زيت الزيتون بسعر مقبول ومنطقي. يريد ان يجد الزيت المدعم عند العطار .
هو ايضا يريد ان يكون قادرا على شراء الخضر واللحوم والاسماك لأسرته لا ان يتوجه الى السوق فيمتع نظره بمشاهدتها ثم يعود الى منزله حاملا ربطة سلق ونصف دجاجة .
هذه مجرد صورة لما يعانيه المواطن من عناء اليوم في توفير حاجياته وحاجيات اسرته فبعد فترة لن يسأل المواطن التونسي المعهد الوطني للإحصاء او البنك المركزي عن نسبة التداين ونسبة النمو والتضخم بل سيحكم على الحكومة من اسعار الخضر والغلال واللحوم وفاتورة الكهرباء وايضا ان يكون ماء الصوناد صالحا للشرب وان يصل هذا الماء الى المناطق الريفية والمعزولة.
اما الارقام والنسب فيمكن ان يقدموها لصندوق النقد الدولي ليشكرهم اما التونسي العياش فسيقول لهم لا حاجة لي بها اريد ان ارى نجاحكم في الواقع .
محمد عبد المؤمن