بكل جرأة / ما “وعد” به قيس سعيد رؤوس الفساد والمافيات : “نعلم ما تفعلون والدولة ستأتي بكم في الوقت المناسب

الكثير من المعلقين على الفيسبوك تفاعلوا مع خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد لا من ناحية تحليله وفهم اطاره العام والرسائل التي اراد ايصالها بل هم ركزوا على زاوية واحدة وهي انه عاد ولا نقول بنا بل بهم الى خطابات وتصريحات الرئيس السابق الدكتور المنصف المرزوقي حول المؤامرة .

البعض منهم لم يستمع للخطاب اصلا وراح يهاجمه ويصفه بكونه ثرثرة وشعارات وانفعال لا فائدة منه وان زيارته في حد ذاتها لسيدي بوزيد لم تكن موفقة والسبب ان البروتوكولات غابت.

لكن أتدرون ما هي البروتوكولات عند هؤلاء؟

هي ان يأتي الرئيس في موكب ضخم وفخم وان تتحضر كامل الولاية لزيارته قلب أسبوع أو شهر  فيدهنون أرصفة الطرقات ويزرعون الاشجار والازهار التي ستقلع بمجرد مغادرته كما يحصل سابقا.

وايضا ان يأتي أعيان الجهة فقط لمقابلته وتحيته ومصافحته ثم يلقي كلمة في مقر الولاية ويعد بمشاريع لن تنجز وهذا لا يقلق المسؤولين لانهم تعودوا كون المشاريع لا تنجز.

.اما ان يأتي فجأة ويحتك بالناس والمواطنين ولا يكون بينه وبينهم الا امتار ومنصة فهذا ضد البروتوكول وضد هيبة المنصب .

الامر الآخر الذي اقلق هؤلاء هو طبيعة الخطاب في حد ذاته فهو تجرأ وتحدث عن المؤامرة وهذه الكلمة لا يحبونها من رأس السلطة لان وظيفة رأس السلطة ان يقدم مشروع قانون للمصالحة مع الفاسدين ويصدر عفوا خاصا لمحكومين في قضايا فساد لانهم من علية القوم واسماء بارزة وان ينقح قانون المخدرات حتى صرنا نشهد جرائم لم نعرفها من قبل ووصلنا لان يقتل الابن اباه والاب ابناءه.

الامر الآخر الذي اقلقهم هو حديثه باسم الدولة و”مصارحته” لرؤوس الفساد الكبيرة كون الدولة تعرفهم وتعرف ما يفعلونه وسترد عليهم قريبا جدا ردا مزلزلا أي ان الدولة ستأتي بهم لكن في الوقت المناسب وانهم تحت نظرها.

هذا هو منطق الدولة .

فالدولة لا تتدخل في الصغائر والتفاصيل وتعلن حربا على الفساد لتقبض على شخص او شخصين بل الدولة تراقب ولكنها في الوقت المناسب تعاقب وبشدة وبلا رحمة لأنها الطرف الوحيد الذي يمتلك حق استخدام القوة المشروعة .

هناك تجارب كثير في العالم في ضرب الفساد ان كان في دول افريقية اوفي  امريكا اللاتينية او في آسيا واهمها التجربة الماليزية أي تجربة مهاتير محمد والتجربة التركية .

كل هذه التجارب أثبتت أن الفساد لا يستأصل بهيئة حتى وان كانت مستقلة بل بصرامة الدولة ذاتها

محمد عبد المؤمن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى