بكل جرأة: صورة بورقيبة مرة أخرى …و قيس سعيد

للمرة الثالثة تنتشر اشاعة كون قيس سعيد أمر بإزالة صورة بورقيبة من قصر قرطاج ومرة اخرى يتبين ان الخبر اشاعة تنتشر بسرعة يتلقفها الكثيرون اما دون تثبت او لغاية في نفس يعقوب كما يقال.

من الصعب اعتبار الأمر تلقائي وعادي فمثل هذه الاشاعات والاساليب عرفناها سابقا خاصة مع الرئيس الاسبق المنصف المرزوقي الذي قضى وقتا كبيرا مشغولا بنفي الإشاعات وتوضيح ان هذا لم يحصل من ذلك اشاعة الحوت بل وحتى ازالة صورة بورقيبة الصقت به في وقت من الاوقات.

الاختلاف بين قيس سعيد والمنصف المرزوقي ان رئيس الجمهورية الحالي لم يشغل نفسه مطلقا بنفي الاشاعات التي تنتشر بل يواصل وكأن شيئا لم يحصل وهو ما يغيظ مناوئيه.

السؤال هنا” هل مثل هذه الاشاعات تلقائية ؟

لو حصلت مرة واحدة يمكن اعتبارها كذلك بل يظهر انها مقصودة وان هناك من يحفر ويريد توتير الاجواء وقد بدأ ذلك من قبيل اطلاق حملات على الفيسبوك تحت مسمى الرئيس النائم في قصر قرطاج وقبلها الرئيس الذي يكلف الدولة كثيرا بسبب تنقلاته وعدم رغبته في الاستقرار بقصر الرئاسة وهما في الحقيقة امران متناقضان.

يمكن نقد الرئيس في ادائه ويمكن توجيه هذا النقد في ملفات مهمة على غرار ضرورة بيان موقف تونس مما يحصل في ليبيا والاتفاقية مع تركيا وهذا ملف هام يتعلق بأمننا القومي لكن ان يتحول الموضوع الرئيسي كل مرة الى ازالة صورة بورقيبة وينشغل الرأي العام بالأمر وتدخل النخبة للدفاع عن بورقيبة في حين انهم تخلوا عنه يوم احتجزه بن علي فهذا تعويم وتسطيح للاهتمامات والملفات.

في نهاية المطاف بورقيبة ليس مجرد صورة وهو رمز لتونس لكنه ليس مقدسا فهو رئيس حكم تونس انجز الكثير لكنه ايضا ارتكب اخطاء لأنه انسان .

بعد هدوء  “حكاية” الصورة فان المؤشرات تحيل الى ملف آخر سيفتح ضد قيس سعيد وهو انه رئيس بلا خبرة ولا علاقات خارجية وانه حبيس قصر قرطاج ومعها حملة ماذا فعل في شهرين ؟

الوضع الذي تعيشه بلادنا اليوم صعب ومعقد والمتسببون فيه هم السياسيون الذين فشلوا الى الان في تشكيل حكومة لكنهم نجحوا في خلق معارك كبرى لا تعني المواطن في شيء.

محمد عبد المؤمن

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى