كتب : عبد اللطيف دربالة
رئيس الحكومة هشام المشيشي يجري أوّل تحوير في القيادات العليا للأمن الوطني بعد إعلان رئيس الجمهورية قيس سعيّد نفسه القائد الأعلى للقوّات المسلحة العسكرية والأمنية.. وذلم بتسمية الأزهر اللونقو مديرا عاما للمصالح المختصة.. (تضمّ إدارات وفرقا متعدّدة مختصّة بالاستعلامات والاستخبارات الأمنيّة ومقاومة التجسّس وغيرها..).. في ما وقع تسمية المدير السابق لتلك الادارة توفيق السبعي مديرا عاما للمدرسة العليا لقوات الأمن الداخلي.
كان الرئيس سعيّد قد اعتبر في خطابه بمناسبة احتفال قوات الأمن الداخلي بعيدها ال65 يوم الأحد الماضي بقصر قرطاج أنّ الدستور حسب تأويله يعطيه سلطات الإشراف حتّى على القوات الحاملة للسلاح.. (في الأمن والحرس والديوانة والسجون) طبق نظريته.. وبالتالي حق واختصاص التعيين في الوظائف الأمنية العليا..
لكنّ جواب رئيس الحكومة لم يتأخّر كثيرا.. فبعد أن وصف ذلك التأويل للدستور بالشاذ.. موضحا أن الرئيس انفرد به.. وأنّه خارج السياق.. وذلك في تصريح صحفي لاحق بنفس اليوم.. مارس المشيشي صلاحياته الدستورية في التعيين بعد ثلاثة أيام فقط من خطاب الرئيس المثير للجدل.. وتنصيب نفسه لنفسه بطريقة أحادية قائدا أعلى للقوات الأمنية..!!
كما يحمل تعيين شخص الأزهر اللونقو بالذات في منصب أمني رفيع وحسّاس ومحوري دلالة أخرى في مواجهة رئيس الجمهورية.. باعتبار أنّ وزير الداخلية السابق توفيق شرف الدين الذي اختاره وعيّنه قيس سعيّد (كان مدير تنسيقيّته في حملته الانتخابية).. سبق وأن أعفى الأزهر اللونقو من منصبه السابق.. وألغى المشيشي ذلك الإعفاء.. ثمّ أعفى وزير الداخلية شرف الدين نفسه المقرّب من سعيّد..
ولا شكّ أنّ إعادة تعيين نفس الرجل اليوم فيه رسالة واضحة للرئيس سعيّد..!!
هكذا.. تكون ضربة رئيس الحكومة هشام المشيشي لرئيس الجمهورية قيس سعيد مزدوجة..!!
وطبقا لبعض المعلومات.. فإنّ حركة تعيينات ونقل وتغييرات واسعة قد تشهدها وزارة الداخلية قريبا لابعاد كل القيادات الأمنيّة القريبة من قصر قرطاج.. أو التي هي في تواصل مع رئيس الجمهورية أو مستشاريه ومساعديه.. إبعادها من المراكز والمناصب الأمنية العليا والحسّاسة..
زر الذهاب إلى الأعلى