التعليم فن ومهارة إنسانية
بقلم :نادر عماد سكاكية
لو تأملت الحياة لوجدت الإبداع والجمال والفن أينما حللت وحيثما كنت في كل الميادين وفي شتى المجالات. فالابداع حاضر في التعليم. وهو الكفيل بأن يخلد ذكرى من حملوه برسالية وقدموه للأجيال بكل اخلاص وحب. فأثمر زرعهم سمعة طيبة وعلما نيرا .
فعندما يدخل الحس الفني والابداعي في العمل يعطيه وهجا وألقا. وكما يقول بابلو بيكاسو :
“الفن يمسح عن الروح غبار الحياة ” .
من المعلوم أن التعليم مهنة قائمة على إيصال رسالة تعليمية للطلبة، حتى يصلوا للمعرفة. ولكي تصل المعرفة إلى الطالب نحن بحاجة إلى معلّمٍ فيه خصال التعليم الجيد، ذي الخصال التربوية .
وبناء على ذلك فأنّ التربيةَ متعلقةٌ بغرس قيمة التعليم والتشجيع عليه مع تعزيز البحث عن الحقيقة والالتزام بالأخلاق والقيم الإنسانية، وأن التعليم رسالة وفنّ يهدف إلى إيصال الكلمة والمعلومة، وبثّ الروح الإنسانيّة(درويش،2016، 2017) ، وهذا يعني أنه ليس كل إنسان حاصل على لقب مدرس أو أستاذ جامعي يستطيع أن يعلم .
بحيث إذا كان محاضرًا جامعيًا ولا يعرف الإنسانية فأنى له أن يكون قدوة لجيل كامل، وإذا كان لا يعرف فنون التعليم والتفكير النقدي فأنّى له أن يكون صاحب رسالة تربوية تعليمية، وها هنا يؤكد د.كرشت أنه من الضروري على المعلم التحلي بالأخلاق الحميدة والسّيرة الحسنة، وأن يكون قدوة حسنة لتلاميذه قولاً وفعلاً وسلوكاً،مع إتقانه مادّته التعليميَّة، من خلال اعتماده على الأساليب والطّرق التدريسيَّة الحديثة مع الابتعاد عن التلقين(درويش ، 2017). ولكي يتحقق التعليم الجيد، لهذا لابد حينما يريد الشخص أن يكون معلمًا فإنّ عليه أن يراجع نفسه إذا كانت تتوافر فيه الشروط التالية :
أول هذه الشروط وأهمها: أن يكون عنده مخافة الله سبحانه وتعالى عند التعامل مع الطلبة .
ثانياً: عليه أن يكون عنده شغف وطموح للتدريس .
ثالثاً : لابد أن يكون إنساناً في التعامل مع الطلبة؛ وذلك لأن هنالك مواقف تحتاج إلى الإنسانية عند التعامل معها.
رابعاً: لابد أن يكون ممتلكا لمهارات التفكير النقدي والتحليل الإبداعي ، وذلك لكي يعطي الطلبة أدوات التفكير والإبداع والتميز.
خامساً: لابد أن يكون صاحب عطاء بلا حدود.
سادساً: أن يكون صاحب رسالة ورؤية علمية مميزة.
هذه بعض الشروط لمن يريد أن يكون أستاذا مميزا… “وقل اعملو فسيرى الله عملكم ”
بالإضافة إلى النقاط الخمس السابقة، يرى عصري(2016) إلى أنه من الضروري أن يكون هناك فن وإبداع في التعليم وكفايات علمية وتربوية للمعلم، ويجيد طرائق التدريس المختلفة والتنويع في استخدامها، لأن عملية التدريس ليس مجرد عمل أو مهنة يمتهنها المعلم وإنما هو عملية تصميم مشروع ضخم متشعب الجوانب له مرتكزات واضحة لاتصاله بصورة مباشرة بمستقبل الطلبة ليكونوا شباب المستقبل.
التعليم رساله إبداعيه تجعل البشر أخلاقيين