كتب رسالته ورحل بعد أن قال لها «أرجوك لا تخبري أبي وأمي».. هذا ما كتبه مدير تمريض لشقيقته قبل وفاته بسبب إصابته بكورونا

فيما تحتل الولايات المتحدة الصدارة من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد بنحو 123,563 حالة حتى كتابة هذه السطور، تعتبر ولاية نيوروك البؤرة المركزية لهذا الوباء المستشري مسجلة عشرات الآلاف من الإصابات ومئات الوفيات. ومن هؤلاء الضحايا كيوس كيلى البالغ من العمر 48 عاما والذى يعمل مديرا للتمريض فى مانهاتن بنيويورك.

 شُخّصت إصابته بالفيروس القاتل فكتب رسالة لشقيقته يعلمها فيها بحالته ويطمئنها قائلا: ” أنا على ما يرام”.

لكنه لم يكن يعلم أن رسالته تلك كانت آخر كلمات منه لشقيقته..

كيوس كيلي، 48 عاما كان على خط النار في مواجهة كورونا. كان يعمل في قسم الطوارئ بمستشفى وست ماونت سيناي في نيويورك، وقد اكتشف إصابته بالعدوى. فقرر الإسرار بحالته لشقيقته ماريا باتريس شيرون بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.

شقيقة المتوفى قالت إن أخاها كان يعاني من مرض الربو لكنه كان بصحة جيدة. وقد نعت الأخت المكلومة شقيقها في رسالة على حسابها بموقع فيسبوك بقولها: ” لقد كنت نعم الشقيق وكل ما تتمناه فتاة في أخيها الأكبر حنانا وعطفا. كنت الخال المحب وكنت دائما مثلي الأعلى. كم أودّ أن أخبر الدنيا بأسرها عنك وعن سجاياك. إن ألمي لايوصف وأنا أشعر بالوحدة في غيابك. بفضلك كنت أرى الحياة أحلى وأجمل”.

“أرجوك لا تخبري أبي وأمّي..!”

وعن مضمون الرسالة التي كتبها كيوس، كشفت ماريا لنيويورك تايمز أن شقيقها اعترف لها الأربعاء الماضي أنه مصاب بعدوى كورونا وأنه خاضع لجهاز التنفس الاصطناعي وقال في رسالته: ” لا تقلقي أنا على ما يرام لكن أرجوك ألا تخبري أمّي وأبي بحالتي لأنهما سيقلقان عليّ”.

ولا تزال نيوريورك تحت وطأة الوباء القاتل، إذ يسابق العاملون في المسشفيات الزمن في محاولة للتكفل بجميع المصابين. وقد أعلن حاكم الولاية أندرو كوومو أن هناك حاجة لمزيد من أجهزة الانفس الاصدناعي لإنقاذ حياة المرضى وأضاف قائلا إنه في الوقت الذي لا يوجد هناك نقص في مخزون الأقنعة ومعدات الوقاية الأخرى فإن المستشفيات قد تعاني سريعا نقصا في تلك التجهيزات” بحسب كوومو.

يلبسون أكياس قمامة للوقاية من العدوى؟

وكانت إدارة المستشفى الذي كان يعمل به كيلي قد نفت أخبارا مفادها أن الطواقم الطبية تعاني نقصا في معدات الوقاية بما فيها الاقنعة الواقية والقفازات واللباس الذي يقيهم خطر العدوى. وقد جاء النفي بعد نشر صحيفة نيويورك تايمز صورة لثلاثة عاملين في مستشفى وست ماونت سيناي يظهرون غيها وهم يتخذون من كيس القمامة رداء واقيا في ظل غياب اللباس المخصص لدرء خطر انتقال الوباء. وقد نشرت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وأُرفقت بتعليق يقول لا يوجد رداء واق في كل المستشفى”. وهو ما دفع إدارة المؤسسة لنفي الخبر وأكدت أن الطواقم الطبية مزودة بكل ما تحتاجه من تجهيزات لأداء عملها.

وبين اتهام ونفي، تبقى حقيقة واحدة هي أن ماريا فقدت شقيقها ومثلها الأعلى في الحياة وترى أنه كان يمكن تفادي المصير الذي لقيه كيوس بحسب ما قالت للصحيفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!