منار اسكندراني يكتب : في معنى فصل الدين عن الدولة

الدين في اللغة العربية هو المنهاج  والشريعة.. ولذلك كان يقال صبأ عن دين آبائه أي خرج عن نمط حياة آبائه، وقد كان في مكة من يعبد الاصنام المختلفة ومن كان من اهل الكتاب ومن كان على ملة ابراهيم والنصراني..  وبهذا المعنى العميق لقوله نستوعب قوله تعالى “ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه”

وقوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ . بينما Religion يقابلها في اللغة العبادة والعقيدة ولذلك قال تعالى “فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا” وقال “ومن الناس من يعبد الله على حرف”.

فالعقيدة والعبادة اذا مسألة عامودية، بينما، ا السلوك والمعاملات مع الذات ومع الآخر سواء كان انسانا او حيوانًا أو جمادا فتلك مسألة أفقية ..

والدين في الاسلام هو جمع المسألتين العمودية والافقية معا فلا يصلح حسن عبادة دون حسن سلوك ولا يصلح حسن سلوك دون حسن عبادة…

وعليه فالسياسة العامة ما هي الا ادارة وبالتالي فالسياسة من ابواب السلوك

فهل بقي في اللغة معنى لفصل الدين عن الدولة؟؟  بل هناك فصل بين العبادة والسياسة. فالعبادة مقررة ولا اجتهاد في طقوسها بينما السياسة هي تدرأ المفسد قبل ان تجلب الحسنة

والله أعلم

منار محمد السكندراني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى