كتب محمد الرصافي المقداد / بهتان دعاوى الغرب على إيران الإسلام
بقلم: محمد الرصافي المقداد
بكل ما يمتلك الغرب من حقد على إيران الإسلام، ووقاحة في تشويهها، بما استطاع إلى ذلك من سبيل، مضى في حربه الاعلامية والسياسية والاقتصادية، منتهجا طريق الخداع في نسبة أكاذيب وفبركات إليها، تفنن فيها خبراؤه وصنّاع بهتانه في ترويجها، بواسطة سياسة الخداع التي هيمن بها على العالم، وتربع على خيرات ومقدّرات شعوبه، فارضا على دوله نسقا من التبعية المُذِلّة، أتاحت له المكانة التي تبوّأها.
سخافة الغرب المعادي للإسلام أساسا، بدت في استغلاله لأيّ فرصة تتاح له، من أجل ضرب مصداقية إيران، والحطّ من شأنها، الى أدنى مستوى ممكن، للدّلالة على أن النظام الاسلامي غير مرغوب فيه لدى الشعب الايراني، موظّفا أيّ شاذّة تلوح له فيه تجاهلا لتنوّعِ أعراقه ومعتقدات، ليجعل منها حدثا، وهي ليست بتلك القيمة أبدا، تهافتٌ لا نزال نراه يكسو واجهة إعلامه الماكرة.
وتقوم قائمة العالم الغربي لصدور حكم بالإعدام على المصارع الايراني (ناويد أفكاري) وتنفيذه بحقه، على اعتباره مخالفا لحقوق الانسان الغربي، وحكم الاعدام عند الغرب أصبح ممنوعا، مع أنّ شرائعهم الدينية تقول به، بينما هو حكم إلهي نص عليه ديننا الاسلامي بقتل القاتل عمدا، وهذا الرجل قد أدانه القضاء الايراني الحاكم بشريعة الاسلام من أجل قتل رجل أمن وليس من أجل مشاركته في احتجاجات(1)
ونقلت وسائل الإعلام عن رئيس الهيئة القضائية في إقليم فارس قوله، إن أفكاري أُعدم، تنفيذاً للإجراءات القانونية، بناء على إصرار أهل الدية (أهل القتيل رفضوا قبول الدّية) وقد أيدت المحكمة العليا الإيرانية حكمين اثنين بالإعدام، صدرا بحق أفكاري (27 عاماً)، الذي أدين بطعن حارس، مما أفضى لموته، وبتهم أخرى. (2)
وتتسرّب أدوات الغرب الى لاعبة التايكوندو (كيميا علي زادة)، المتحصلة على الميدالية البرنزية، بالألعاب الأولمبية ريو دي جانيرو 2016، لتشجعها على الخروج من إيران، وإعلان معارضتها لنظام بلادها، ولا يمكن أن يكون ذلك من دون إغراءات مالية كبرى، ترصدها عادة الدول المعادية للنظام الاسلامي في ايران، حملة التشويه التي شنها من استقدم هذه اللاعبة كانت تافهة في تعليلاتها، فمثلا كتبت على صفحتها بتويتر: إن السلطات الإيرانية قد استخدمت نجاحها الرياضي، كأداة للترويج والدعاية لسياساتها.(3)
مع أن الميدالية البرنزية، ليست بذات قيمة الميدالية الذهبية، التي تعبّر حقيقة على التفوق والانتصار والعالمية، والأميرة (الذهبية) في هذه المنافسات هي عنوان البطولة، غير الوصائف (الفضية والبرونزيتين)، وتضيف كيميا: “أنا واحدة من ملايين النساء المضطهدات في إيران، واللواتي تعرّضن للتّلاعب بهنّ لسنوات .. كنت أرتدي ما يريدون من ملابس، وأقول كل ما يأمروني به، كررت كل جملة أمروني بقولها، إنهم لا يأبهون لأحد منا، نحن مجرد أدوات”.(4)
يبدو أن هذه الفتاة انسجمت تماما مع بوق الدعاية المعادي لإيران، فاتهمت نظامه بما ارادوا تشويهه عبرها، فبعد أن كانت حسب دعواها ببغاء، تكرر كل جملة يطلب منها قولها، ولا اعتقد أبدا أن هذا القول صحيحا، اللهم الا اذا كان الأمر صادرا من أهلها، حيث ان النظام الاسلامي في ايران، لم يتعوّد على مثل هذه التصرّفات بحق عامة شعبه، مهما كان عرقهم أو انتماءهم العقائدي والفكري.
الدعاوى الغربية المرفوعة ضد ايران تشويهية، بادية عليها دلائل معارضة احكام الاسلام ومعاداته تطبيقا، فقد صوّت البرلمان الأوروبي لإدانة سجل حقوق الانسان في ايران، دعا فيه، الى وضع حد لقمع النساء هناك، وينص بالخصوص المطالبة بالإفراج عن المسجونات الرافضات ارتداء الحجاب الاجباري، على أساس أنه يندرج في إطار احترام حقوق المرأة، في التحرر من الأحكام الاسلامية، المحافظة على الآداب والاخلاق والحشمة في الشارع والفضاءات العامة.
ودعا القرار الى اطلاق سراح الايرانيين من ذوي الجنسية والمزدوجة، وذكر البرلمان الأوروبي في قراره، بشكل خاص، أسماء: نازنین زاغري رتکلیف، وأحمد رضا جلالي، وکامران قادري، مؤکدًا على ضرورة إطلاق سراح هؤلاء على الفور، أو إعادة محاكمتهم وفقًا للقانون الدولي – وليس القانون الاسلامي – ودعا أعضاء البرلمان الأوروبي إلى ضرورة تعاون سلطات الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع السفارات الأوروبية في طهران، بعرض قائمة شاملة لجميع المواطنين، ذوي الجنسية المزدوجة المسجونين في إيران.(5)
فضيحة البرلمان الاوروبي والغرب، تجلّت في اصدار هكذا بيانات وقرارات، متضمنة تعابير معادية ليس لإيران فقط، وانما للإسلام مستهدفا في أحكامه، التي ينظر اليها على أنها مخالفة لما يروّج له من ثقافة تحرر، تسقط فيها القيم الاخلاقية، لتُحوّل الانسان من انسانيته العاقلة، الى مجرّد حيوان متهوّر، تسوقه نزواته وتحركه شهواته، كمناصرة دعاة التحرر من الحجاب في ايران، والغاء الاحكام الاسلامية، وفي مقدمتها حكم الإعدام لمن يستحق ذلك، والدّعوة الى التخلّي عن المحاكم الاسلامية، باعتماد قوانين الغرب الوضعية المزيّفة.
وفيما رأت منظمة العفو الدولية أن قوانين الحجاب الإلزامي، رقابة على حياة المرأة،(6) بمنظار مدنية الغرب المزيفة، التي أباحت جسد المرأة لمجتمعها، البادية عليه علامات التفكك الأسري والإنحراف الاخلاقي، ترى هذه المنظمة أنّ الزّنا واللواط والسّحاق، يعتبران حرّية شخصية، وتعتبر تقنين المثلية الجنسية، وجعلها مباحة بين شواذّهم، تشجيعا لهم على التمادي فيها، من مستلزمات المدنية والحضارة، (كبرت كلمة تخرج من أفواههم ان يقولون الا كذبا) (7)
لقد بلغت المرأة في ايران مواقع متقدمة في العمل السياسي، فقد فازت 17 أمرأة في انتخابات مجلس الشورى الاسلامي، قالت مساعدة الرئيس الايراني لشؤون المرأة (معصومة ابتكار)
إنّ لدى النساء دور كبير جداً في المجالات السياسية والاجتماعية.. مشيرة الى ان 27 بالمئة من النساء الايرانيات، هن خريجات جامعات، ما يثبت بأن النساء أصبحن قادرات على استلام المهام السياسية والاقتصادية. واكدت (معصومة)، ان الرئيس الايراني حسن روحاني خصص 30 بالمئة من المناصب الحكومية للنساء، كما ان هناك 60 امرأة تتبوأ مناصب حكومية، كمساعد وزير ومساعد محافظة وسفير.(8)
أخيرا أقول كيف يمكن لأعداء الاسلام المحمّدي الأصيل، أن يعترفوا بشرعيته واستقامة قوانينه، فيبطلوا جميع دعاويهم الدينية والمدنية؟ لا أعتقد أن ذلك سيحصل، في ظل الاستقواء والغطرسة الغربية، دليلنا في أن المتمسك بدينه، معادى من طرف هؤلاء وعملاؤهم، قال تعالى: (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملّتهم قل هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت اهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من وليّ ولا نصير)(9) لن يحصل أي تغير غربيّ معاد للإسلام، طالما أنّ هذا الغرب متشبّث بموقفه العنصري، والمتغيّر الوحيد الحاصل، جاء من دول الشعوب الاسلامية، التي فرّطت في احكام دينها، بدعاوى مختلفة، منها أنها لم تعد تواكب العصر، كأنما هذا العصر أمرٌ من أمر الله، ومواقف ايران وأحكامها وثباتها هو من صميم الاسلام، وكل معارض لها من الايرانيين، لا علاقة له بالإسلام وأحكامه، مهما طبّل له الغرب.
المراجع
1 – ظريف: إعدام المصارع الإيراني أفكاري كان لإدانته بالقتل وليس لدوره في احتجاجات
2 – إعدام مصارع إيراني بعد إدانته بالقتل echoroukonline.com
3 – bbc.com/arabic/sports-51086860
4 – نفس المصدر
5 – البرلمان الأوروبي يدعو إلى إنهاء قمع النساء في إيران
6 – إيران: قوانين الحجاب الإلزامي رقابة على حياة المرأة
amnesty.org/ar/latest/campaigns/2019/05
7 – سورة الكهف الآية5
8 – شاهد.. كيفت اكتسحت المرأة الايرانية المناصب الحكومية
9 – سورة البقرة الآية 120