كتب محمد الرصافي المقداد / الأحمق الأمريكي(1) يتبعه حمقاه

بقلم: محمد الرصافي المقداد

فيما كان العالم يعد أنفاسه لحدث خطير، بعد تصاعد لهجات التهديد التي كان يطلقها الأحمق الأمريكي، ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بما يكشف عن نيته في شن عدوان عسكري غير تقليدي عليها، بتحريض صهيوني سعودي إماراتي غير خاف – إذا وجد لها فرصة- جاءت صور الأحداث من العاصمة الأمريكية واشنطن، باقتحام الكونغرس من طرف آلاف الحمقى من أنصاره، بعد حشد جموعهم – المتجانسة تماما مع الطبع الأمريكي العام – بتحريض ناتج عن تصريحاته الكاذبة، على أنه الفائز الحقيقي في الإنتخابات، والنتائج المعلنة وقع تزويرها لفائدة بايدن.

اقتحام غير مسبوق، وإن كان متوقعا في ظل انعدام القيم الانسانية في هذا النظام الإستكباري، وارتفاع منسوب التحريض، على اتّخاذ أسلوب التوحش الإقتصادي والسياسي والإجتماعي فيه وخارجه، يؤكّد لنا أن أمريكا زعيمة الديمقراطية الغربية، وصلت اليوم حدّا بدأت تتعرى فيها حقيقة الديمقراطية التي تحاول فرضها على بقية دول العالم، بالاغراء أو بفرضها في شكل ثورات وافقت عليها مضحيّة بعملائها القدامى من امثال بن علي، وحسني مبارك، وعبد الله صالح، بأجهزتها الخاصة- في انتظار سقوط بقية المنظومة الديمقراطية الغربية – لتصبح بين عشية وضحاها، مجرد دعاية وزينة كاذبة، تحمل في باطنها العنصرية، والدجل الفكري المؤسس على التحرر من القيم الدينية، لتسوّقه إلى الشعوب المستغفلة، وسياسة سوق القطيع، بقبضة القوة الرأس مالية المتوحشة، وأدواتها على مسرح السياسة والإعلام المروّج لكل هذه الإنحرافات.

لقد اعتقد ترامب وادارته السيئة، من امثال (كوشنر) و(بامبيو)، أنه بعجرفته سيصل الى مبتغاه، في التربع على كرسي الحكم في أمريكا، لمدة 4 سنوات أخرى، ومن يدري لعله بأغلبية الجمهوريين، يستطيع تغيير القانون الانتخابي، ليصبح قيصر أمريكا أو إمبراطورها، حسب تمنياته الخارجة عن حدود العقل والتعقل، ونتيجة لهذه اللوثة التي سكنت في قلبه، وتفتق بها أخيرا مناصروه هرجا وعبثا واجراما، تعالت دعوات عديدة، باستصدار قرار عزله قبل أن يرتكب ما أعظم.

والمقصود من هذا (الأعظم)، ما تعود الأمريكيون على سماعه كل أسبوع، بشان تحريضه على إيران الاسلامية، ولعل إقالة (ترامب) لوزير دفاع بلاده، (مارك إسبر Mark Esper) – وقد قيل بعد هزيمة ترامب في الانتخابات أن الوزير قدم استقالته من تلقاء نفسه(2) وليس كما زعمت ادارة البيت الابيض- مصنّف على أساس رفض هذا الوزير، الانسياق وراء رغبات رئيسه بخصوص ملفات عسكرية في مقدمتها جمهورية إيران الإسلامية، بالتحرش بها من أجل ايقاعها في حرب.

الأوضاع الداخلية الأمريكية تنبئ بعواصف خطيرة، أخطر حتى من العواصف الطبيعية، التي تجتاحها من فصل الى آخر، والتي ستكون لها عواقب وخيمة على وحدة ولاياتها، وأشدّ من ذلك خطرا استكبار إدارتها على العالم، ودوسها على مصالح شعوب دوله، التوّاقة إلى الحرية التامة وتقرير المصير، وأعمالها العدوانية المرتكبة منذ حرب فييتنام إلى اليوم، وتصنيفها للعالم إلى موال أو معاد، سيدفع بالدول المستهدفة حتما إلى أخذ حذرها منها والتحسّب من فلتاتها، ومن كثّر حوله الأعداء مهما كانت قوته، وهو يعتقد أنه كفيل بهزيمتهم، فإن حساباته واهمة ومبنية على ثقة زائدة، صنعتها الأسلحة المحرمة دوليا، وذلك ليس من العقل، ولا من الشجاعة في شيء.

بالأمس أعلنت 5 ولايات أمريكية عزمها على الإنفصال عن الكيان الأمّ، الذي انضمت إليه قسرا، بعد حرب دامية، عرفت بالحرب الأهلية الأمريكية American Civil War، أهمها (كاليفورنيا التي تُعدّ أكبر ولايات أمريكا سكانا، وأغناها مراكز اقتصادية وتكنولوجية ضخمة، وستصبح إذا استقلت، ضمن أكبر 10 اقتصاديات عالمية، وكانت الولايات المتحدة قد انتزعتها من المكسيك سنة 1847، وتكساس التي تحمل جذورًا انفصالية دفينة، إذ كانت في الأصل جمهورية مستقلة، في الفترة ما بين 1836 و1845، قبل أن تلتحق اختياريًا بالولايات المتحدة الأمريكية، لتصبح الولاية رقم 28، ثم في عام 1861 أعلنت انفصالها عن الولايات المتحدة، لتعود مجددًا إلى سيادة الحكومة الاتحادية بعد الحرب الأهلية الأمريكية.

يقول (ستيفان سيديدمان) أستاذ العلاقات الدولية بجامعة (كارلتون)، في العاصمة الكندية (أوتاوا)، إن مسألة نشوب أعمال عنف من عدمه، ستتوقف على ميول من يتولى مقاليد الحكم في البلاد، وموقفه من الانفصال، فقد يتنفس الجمهوريون الصعداء لانفصال كاليفورنيا، في حين أن الديمقراطيين قد يبذلوا محاولات مستميتة، للحفاظ على كاليفورنيا خشية التهميش.(3)

خلاصة القول أختتمه بسؤال: ما هو مستقبل إتحاد غير واضح الأهداف، قام على أساس عنصري، كرّس غلبة الرجل الابيض القادم من أوروبا – وقد يكون الهارب منها لاعتبارات إجرامية لاحقته هناك- على سكان أمريكا الاصليين، ثم على السود المخطوفين من افريقيا، واخذهم قسرا عبيدا، بعد ان كانوا أحرارا في بلدانهم؟

أنا اعتقد جازما، أن هنالك عدالة إلهية ستتحقق يوما، بشأن مظالم بحق البشرية، ولن تتأخر حسب السنن الالهية، لأن الله الذي حرّم على نفسه الظلم، لا يمكن أن يرضى به ويقبله قائما متواصلا، من أي فئة من عباده، وهو إن أمهل لحكمة نجهلها، فإنه لا يهمل لعدله.

المراجع

1 – الاحمق الامريكي هو قطعا دونالد ترامب

2 – دونالد ترامب يقيل وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر

https://www.bbc.com/arabic/world-54875887

3 – ماذا سيحدث لو انفصلت ولاية كاليفورنيا عن الولايات المتحدة الأمريكية؟

https://www.bbc.com/arabic/vert-fut-47870015

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى