عندما يبرز الوجه الحقيقي للإدارة الأمريكية
بقلم: محمد الرصافي المقداد
في إجراء متوقع من الإدارة الأمريكية – والشر من مأتاه لا يستغرب- أقدمت فيه على حجب 33 موقع ويب لقنوات إعلامية إيرانية على محرك قوقل الأمريكي، في خطوة كشفت التخبط السياسي الذي رسم الملامح الجديدة لإدارة الرئيس بايدن تجاه النظام الإسلامي في إيران ومحور مقاومته، بما أفاد أن مسارها العام وهيكلها الأساس لم يتغيرا، وحياكة العقبات، واختلاق المشكلات في طريق مسارها الثوري المقاوم لا يزالا قائمين، وما أبداه بايدن هو مجرد كلام، لا يزال بعيدا عن التنفيذ.
ففي حين طبلت وزمرت له فرحا دول خليجية لم تخفي حقدها على النظام الإسلامي، وأخرى مطبعة مع الكيان الصهيوني، رأت فيه تكميما لهذه المنابر الاعلامية وفسح مجال أكبر لمنابر بهتانها وتزاويرها للحقائق بشأن قضايا الشعبين الفلسطيني واليمني المهدورة، بدا من جانب آخر مستهجنا ومدانا، من طرف دول العالم الرافض لعنجهية وسياسات الشيطنة الأمريكية ..
هذا الإجراء الظالم بحجب جميع المواقع التي لها علاقة بمحور المقاومة الذي تقوده إيران بكل قوة واقتدار قد رأت فيه الإدارة الأمريكية ممثلة بوزارة العدل وأي عدل هذا؟ من شانه أن يوقف نزيف تزايد المعارضين لسياستها والمنددين بجرائمها، والفاضحين لمؤامراتها.
إن ما أقدمت عليه الإدارة الأمريكية، يلخص ويختصر حالة الإحباط والإرباك، الذين رسما سياسة أمريكية، لم تتغير بتغير أسماء رؤسائها، وبقيت دار إفكها على حالها، تبني أحكامها الظالمة على مغالطات إعلامية، وتقارير استخبارية كاذبة، صنعتها عقول – وصفت كذبا بأنها ذات خبرة ودراية – تغلغل فيها الحقد العنصري والديني، فأظلمت منافذها إلى الحق، بحث لم يعد بإمكانها أن تبصر حقيقة واحدة عن إيران الإسلام.
وأمريكا تدرك جيدا أن عملها الذي أقدمت عليه غير قانوني، واعتداء سافر ووقح على حقوق الدول، وحرياتها في أن يصل صوتها إلى العالم، للدفاع عن خياراتها السياسية وقضاياها المطروحة للحل، لكنه مع إدراكها أخطاءها تقوم بتكرارها، متصرفة كأنها مالكة الحق الوحيدة، في فعل ما تراه يرضي غطرستها، ويزيد من كبريائها أمام بقية دول وشعوب العالم.
أمريكا التي تمتلك الإعلام العالمي وتسيطر على ما ينشر فيه بقوة أدواتها وأذرعها لم يرضي غرورها تلك الهيمنة المطلقة، فانثنت على ما تبقى من أصوات حرة، لتسلط عليها جام غضبها ونقمتها، لتمنعها من إظهار حقائق تحرص على عدم انتشارها داخليا وخارجيا، ويبدو أن فرح دول خليجية بقرار الحجب الامريكي والتطبيل له، أتى من باب العمالة والولاء للسياسة الأمريكية المعادية لإيران.
فعندما يبرر موقع قناة الجزيرة ذلك الحجب، بأن تلك المواقع ليس لها جمهور ولا تحظي بالمتابعة في أمريكا(1) ندرك جيّدا أن الاعتداء المتعمّد كان بسابق اصرار وترصّد، وتحريض من ممالك الشرّ الخليجية، للتخلّص من تبعات الأخبار والمعلومات السياسية الصحيحة، الصادرة من خطّ إيران المقاوم للإستكبار والصهيونية وعملائهما في المنطقة.
وفيما نشر موقع العين الإماراتي على صفحته، أن الإجراء الأمريكي الذي أتخذ سياسيا عبر وزارة عدلها ووزارة خزانتها، جاء ليمنع من نشر الأخبار المضللة التي تتصدّر صفحات تلك المواقع(2) وفما أسْمَته بمكافحة الإرهاب(3) تبريرا كاذبا بعيدا كل البعد عن الأسباب الحقيقية التي دفعت بالإدارة الأمريكية، للاستيلاء على المواقع ال33 الإلكترونية، الممثلة لجبهة المقاومة من إيران ولبنان والعراق واليمن، والتي لم تعُد خافية على من تابع بدقّة تلك المواقع، وعرف مصداقيتها في نقل المعلومات الخبرية، موثّقة من مصادرها، ووجد فيها ضالته من المعلومات والأخبار والأفكار الإسلامية، المقاومة للظلم والإستكبار والصهيونية.
هذا التوجّه الحقوقي الشّرعي، الذي صبغته السياسة الأمريكية الصهيونية بصبغة الإرهاب – استمرارا في سياساتها المنحرفة عن جادّة الحق- هو المحارب الحقيقي للإرهاب وقاطع دابره، والذي سيبيد ما بقي من فلوله في منطقة، بعد أن حقق انتصاره التاريخي عليه(4) وأنّ الذي صنع الإرهاب حقيقة ورعاه هي الإدارة الأمريكية، وشهِدً شاهد على ذلك من أهلها( دونالد ترامب)(5) بحيث لم تعد هناك حاجة للإستدلال عليه من خلال إفادات شهود آخرين.
وفيما حقق النظام الإسلامي في إيران تقدّما ملحوظا في مشروعه الاسلامي الكبير المتمثل في مقاومة الاستكبار والصهيونية، والتصدّي لحلّ قضايا عالقة فيى ظلم الشعوب المستضعفة، تزداد الادارة الامريكية سقوطا في مستنقعها الإجرامي الذي لم يترك مجالا للظلم الا ودخلته غير عابئة بالنتائج المترتّبة على ورطاتها المتكررة، ومن أرْدتْه سياسة غطرسته في متاهات السياسات الإستكبارية المنحرفة عن الحق دائما، فليستعدّ لتحمل نتائج سقوطه القِيَميّ والأخلاقيّ، ولن يتأخّر الجزاء على كل حال، وسُنن التاريخ أخبرتنا بأن عاقبة الظّلم وخيمة، ومصير الظالمين سيء جدّا.
حجب الادارة الامريكية لمواقع خط مقاومة الإستكبار والصهيونية، لن يعيق أنصارها من مواصلة أعمالهم الميدانية، المؤسسة لغد بات قريب التّحقق، ينتصر فيه محورهم المقاوم، على باطل أمريكا الساعية بحلفها الاستكباري الصهيوني، ومن رضي بالإنخراط في مشاريعه السّاعية فسادا في الأرض، ليرغمها على النزول منكسرة ذليلة عند حقوق الشعوب المستضعفة أو الحكم بانتهاء منظومتها.
المصادر
1 – ليس لها جمهور في الولايات المتحدة.. لماذا أغلقت واشنطن مواقع الأخبار الإيرانية؟
https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/6/24/
2 – “إغلاق إلكتروني”.. مليشيات إيران خارج الخدمة
https://al-ain.com/article/closure-websites-iran-washington-iraq
3 – حجب مواقع إيرانية.. واشنطن تكافح الإرهاب على الشبكة العنكبوتية
https://al-ain.com/article/iranian-washington-terrorism-internet
4 – قاسم سليماني يعلن نهاية داعش برسالة لخامنئي ويشكر الحشد وحزب الله والأفغان
https://arabic.cnn.com/middle-east/2017/11/21/solimani-letter-iran-isis
5 – ترامب: أوباما “مؤسس” تنظيم “الدولة الإسلامية”
https://www.bbc.com/arabic/worldnews/2016/08/160811_trump_obama_clinton