عبد الحميد الجلاصي يكتب : انما تفتك القلاع من داخلها

كتب عبد الحميد الجلاصي :

-1- الرأي العام الوطني منشغل. وهذا مفهوم .ليس من اليسير الخروج من حصار ثلاثة أشهر. والآفاق غير واضحة. وفي النهاية كل شعوب العلم تمر بنفس الوضعية .

-2هذا الوضع يتطلب حضورا مكثفا ومتضامنا للقيادة السياسية بخطاب متناغم يجمع بين الوضوح والصراحة المؤلمة .بين التشخيص وفتح الافاق .هكذا تخاطب الشعوب الواعية في الاوضاع الديموقراطية .اذ ان ألم الصراحة اكثر تحملا من عذاب المغالطات.

-3-للاسف هناك فراغ في هذا المستوى . وهناك نقص في التضامن . ومن الفراغ ونقص التضامن يتسلل الذين يتربصون بالتجربة .وبعضهم موجود في تونس .وبعضهم موجود خارجها .وقطع الطريق عليهم إنما يكون بتوضيح الآفاق وملأ الفراغات و رص صفوف الديمقراطيين .نعم رص صفوف كل الديمقراطيين .

-4-الاحظ هذه الأيام حربا إعلامية في الخارج و حربا إعلامية في المواقع وصمتا من المسؤولين الكبار في الدولة و الاحزاب وتدحرجا وبثا لمشاعر الخوف .واستنجادا ب”اجتهادات”بعض المدونين الذين يغذون مناخات الحرب الأهلية والاحتراب الداخلي فيما هم يزعمون تنبيهنا.
هذه المصادر هي التي نشرت خبر انقلاب عسكري يدبر في البلاد من طرف احد الوزراء منذ سنتين .وكأن تونس جمهورية موز .

-5- هذه المصادر مشكورة تنبيهنا ان من المتربصين، عدا دوائر نفوذ في بلدان ذاع صيتها:
-روسيا وأوروبا وأمريكا والصين (هكذا !).
-احدى منظماتنا الوطنية الكبرى (هكذا !)
-مؤسستنا الأمنية الجمهورية التي تصبح لعبة يتلاعب بها يمينا وشمالا.

-6-كسب المعارك واستعادة الثقة انما يبدأ بقراءة سليمة الخارطة. اذ لم نصل بعد الى فن حسن تقديم وتثمين ما يجمعنا ،وهو كثير بعد الثورة .

لكن الاختلافات بيننا من صنفين:

-اختلافات داخل الأرضية الديموقراطية ومرجعيتها الانتساب او الاعتراف بالثورة وسقفها الدستور وأليتها التنافس والتداول و الصراع داخل المؤسسات او باتجاهها.  والكتلة الابرز من القوى الوطنية الحزبية و المدنية تقف على هذه الأرضية مهما بلغت حدة الخلافات بين مكوناتها ومهما ساءت العلاقات و الخطاب .وهي مسائل أخذت وقتا طويلا . ولكنها ستعالج بالوقت ايضا .

-اختلافات تقويضية يسكنها الحنين إلى السابق وربما تجد اسنادا سياسيا وإعلاميا خارجيا .

لا يجب أن نخلط بين المستويين .

الديموقراطيون في نفس المعسكر وان اختلفوا.ويجب أن يحسنوا ادارة تنوعهم ،ويميزوا بين الثانوي والأساسي، ليشع نموذج الأنوار في المنطقة بدل ان يسترد الاستبداد المساحة المتمردة .

-7-وواهم من يحرض او يحاول شق صف مؤسستي القوة .فقد حصلت فيهما تغيرات نوعية في الثقافة وطرق العمل . وولاؤهما لتونس ولمؤسساتها المنتخبة ولا شيء غير ذلك .

-8-دعوتي لكل المسؤولين برص الصفوف وطمأنة التونسيين و قطع الطريق أمام العابثين من داخل البلاد او من خارجها .

عبد الحميد الجلاصي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى