رسالة من المحامي لدى التعقيب الأستاذ الطاهر بوسمة لقيس سعيد / احذر من عش الدبابير

كتب : الأستاذ الطاهر بوسمة

أريت سيدي كيف أن أغلب التونسيين والشباب خاصة قد منحوك ثقتهم، ففزت بالمرتبة الاولى بعد فرز الأصوات وبت تتهيأ للدور الثاني الذي عليه الاعتماد للدخول لقصر قرطاج المخترق من أطراف باتت عادة تعتمد وبدونها لن تدخل، وحتى لو دخلت فلن تحكم بدونها.

لقد أدركت ذلك مسبقا بالرغم من انني بسيط ومغفل لما رأيت ذلك المتهم البريء الذي ينازعك ذلك الموقع وكيف كان الاقدر على فرض نفسه على كل مؤسسات الدولة التي باتت تفرش له السجاد ليدخل لقصر قرطاج.

كنا نظن ان القضاء عندنا بدأ يتعافى بعدما رفعت عنه السلطة يدها واعطته كل ما لها من مال وجاه وتركته حرا يفعل ما يشاء لنشر العدل بين الناس وليحقق ما كانا نفتقده سابقا.

ولكننا كنا نحلم ورأينا كيف أن محكمة التعقيب بطم طميمها، والتي هي الأعلى عندنا تحكم بالشيء وبنقيضه في قضية ما وبدون حرج يذكر.

لن أدخل هذه المرة في نقاش قانوني لست له مؤهلا، لأني لم أزعم يوما أنني من كبار رجاله، ولكن أساتذة القانون الكبار وقدماء أكابر القضاة الذين تركوا لنا القرارات لنستدل بها لم نسمع لهم ركزا ليتبين لنا الخيط الابيض من الخيط الأسود من الفجر؟

اما الذي لفت انتباهي وغفلتي أكثر فهو رؤيتي لذلك المتهم البريء وكيف كان يستبلهنا ويكذب علينا جهرة عبر قناة لن اسميها ابدا.

لقد اعترف بجرأة وبقلة حياء بتعاقده مع مخبر إسرائيلي متقاعد متعود، وله سوابق مع بلدان اخرى غيرنا، كي يخرب دارنا تونس التي نحبها، ويسلمها للعدو المتجذر بتلك السهولة وكل اجهزة الدولة مثلي تتفرج باهتة.

قلت اين مجلس الأمن الوطني الذي كان يجتمع لأبسط الأشياء التي لا علاقة لها بأمننا، واين اجهزة حماية التراب ومقاومة الجوسسة المدنية والعسكرية وعلاقاتهما المتعددة مع اجهزة البلدان الشقيقة الصديقة التي نتبادل معها المعلومات.

انها من اسرار الدولة التي لا تكشف عادة ولكنه بات لنا الحق لنطمئن وننام في راحة وهناء.

قلت وانا أفكر في صاحبنا الذي وجهت له هذه الرسالة والمغامر بالدخول لعش الدبابير بدون استئذان أو سند قوي يذكر، غير الطيبة والنية الحسنة التي لم تعد تصرف في هذه الايام.

ولكنني في كل حال سأبقى متفائلا وأصوت له عن اقتناع، ولعل الشعب وحده سيستفيق ويقطع الطريق على هؤلاء الذين يريدون بتونس مكرا، ونسوا قوله تعالى: اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) فاطر. وصدق الله العظيم

 تونس في 11 اكتوبر 2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى