دردشة يكتبها الأستاذ الطاهر بوسمة / لماذا هذا البكاء والنواح من وزراء وقعت اقالتهم؟

كتب الأستاذ الطاهر بوسمة :

لماذا كل هذا النواح والبكاء الذي تفضل به بعض الوزراء الواقع إقالتهم فجأة على قناة مختصة عادة بالإثارة تملك فيها الدولة نصيبًا ما جاءها بموجب مرسوم المصادرة لأملاك أحد المطلوبين للعدالة بعدما لهف كم من مليار من دينار قام بتهريبها للخارج في وقت حكم صهره الذي إنتهى.

لقد خصصت تلك القناة، التي تحولت إلى مبكى ليلة البارحة وما قبلها، حيزًا متسعًا من وقتها للبكاء على أطلال حكم ولى وانتهى بموجب التداول السلمي وبالانتخابات، لوزيرين واحد منهما بواسطة الهاتف ولآخر مباشرة، تم إنهاء مهامهما ليشبعانا عويلا وبكاء حسرة على تونس. وليس عليهما.

أنا لا يهمني اتجاه تلك القناة ولا لمن تعمل وهل لها خطة تريد تنفيذها أو أجندة خاصة بها أو من كان من ورائها.

فالذي أثارني أكثر وتمنيت لو تسمح لي تلك القناة وتخصص لي وقتًا ولو موجزًا لأبكي على تونس، وكيف كانت تحكم بمثل هؤلاء الوزراء الذين لا يعرفون واجب التحفظ ويسمحوا لأنفسهم بالحديث في الأسرار التي أؤتمنوا عليها لسنوات، وكل ذلك لأنهم فقدوا مناصبهم العالية.

فأقول لهم لماذا لم تسألوا انفسكم كيف وصلتم لتلك المناصب الرفيعة، وهل بالانتخاب أم بالمناظرة أم بالتميز الإيجابي والولاء.

لقد جئتم بالاستقطاب والاصطفاف لخدمة مصالحكم ومصالح من رشحكم لتلك المهام وانتهت عهدته بالوفاة فجاء غيره ليحكم بمن يطمئن لهم ويجتهد في اختيارهم لتلك المهام. السامية

أما كان خير لكما ان تذهبا للزلاج لتذرفا دموعكما الرخيصة على ولي نعمتكما الذي انتقل إلى رحمة الله وذلك لقراءة فاتحة الكتاب على روحه إن بقي فيكما له شيء من الوفاء.

يا أصحاب السيادة والسعادة الوزراء هل نسيتم ان ما فعلتموه لإذاية الحكم الجديد الذي انتقل، كان اشد وأقسى على تونس وشعبها لأنكما كشفتما لنا عن رصيدكما ولماذا وصلت تونس بكما وبأمثالكم الى ما وصلت اليه من انحدار.

وهل تلك هي من مواصفات وزراء السيادة المؤتمنين على الدولة وأسرارها، فأمام أول محنة أو اختبار لا يمكن لهم التحكم في مشاعرهم  ويجهشوا بالنواح والبكاء، ولأجل ماذا، كل ذلك لأن الإعفاء أو الإقالة أو الاستقالة لم تكن منتظرة.

لن أسمي أحدا بهذا الكلام لأنه يمكن أن يصلح للمستقبل وحتى يعرف هؤلاء ومن سيخلفهم، بأن المسؤوليات ليست دائمة ولا هي بحكر على أحد، وكما يقول المثل، (كل دولة تخدمها رجالها)، ومعذرة إن كان هذا الكلام جارحا، ولكن الجرح الذي سيبقي في التاريخ أعمق.

 تونس في31 أكتوبر 2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى