تحت المجهر/ لماذا يصر الديمقراطيون على عزل ترامب في حين ان موعد الانتخابات اقترب
بدأت منذ يوم الاربعاء في الكونغرس وتحديدا ضمن لجنة الاستخبارات المحاكمة العلنية للرئيس الامريكي ترامب على خلفية الصفقة التي عقدها مع الرئيس الاوكراني .
هذه الصفقة تقوم على تسهيل ضخ المساعدة المالية لأوكرانيا في مقابل فتح تحقيق حول نجل النائب الديمقراطي جو بايدن وهو المرشح المفترض للرئاسة في الانتخابات القادمة عن الديمقراطيين.
الوصول الى هذه الخطوة لم يكن سهلا أي ان تكون جلسات الاستماع للشهود والاشخاص المرتبطين بهذا الملف علنية فقد عارضها الجمهوريون في علاقة بهذا الملف وقبله في مسألة التدخل الروسي في الانتخابات.
بمعنى آخر فان ترامب استطاع النجاة من تحقيق مولر وقبله فضيحة علاقته بعشيقة له دفع لها لتصمت ليقع في شباك ملف جديد متعلق بأوكرانيا وهو آخر ما كان يتوقعه.
الديمقراطيون هذه المرة تغلبوا على الجمهوريين لانهم ظهروا في موقف الدفاع عن الدستور والقانون بينما صور الجمهوريون كونهم يدافعون عن الشخص أي الرئيس لأنه جمهوري.
لكن السؤال هنا: لماذا يصر الديمقراطيون على السير في اجراءات عزل ترامب رغم ان الانتخابات الرئاسية اقتربت ؟
هذا السؤال مهم من ناحيتين:
الاولى انها ضربة لرئيس تحدى المؤسسات في الولايات المتحدة وهذا امر لا يتسامح معه مطلقا في امريكا.
الامر الثاني انها ستكون ضربة للجمهوريين خصومهم في الانتخابات التشريعية أي المجلسي الشيوخ والنواب وأيضا الرئاسية.
قد ينجو ترامب من اجراءات المساءلة ولا تصل الامور الى هذا الحد لكن المؤكد ان الجمهوريين سيفكرون كثيرا قبل القبول بترشيحه مجددا للرئاسة فقد اضر بهم كما لم يفعل أي رئيس قبله.
مشكلة ترامب والذي وصفه كثير من المحللين الأمريكيين بالأحمق والمتعجرف انه يتعامل مع منصب رئيس الولايات المتحدة وهي اكبر قوة اقتصادية وعسكرية في العالم كما لو انه يتعامل مع شركة من شركاته حيث انه لم يترك طرفا او جهة لم يخلق معها صراعا بداية من منظمة الامم المتحدة التي يريد تقليص مساهمة امريكا فيها الى تركيا الحليف الاستراتيجي الى ايران التي رجع معها الى النقطة الصفر في الملف النووي دون نسيان تلك الاهانات التي وجهها لدول الخليج وفضحهم كونهم كما يقول هو بقرة حلوب يستنزفها وقتما شاء.
الامر مع ترامب تعقد اكثر فالعلاقة الامريكية الأوروبية لم تصل الى درجة من التوتر كما هي عليه الآن ليضيف اليها فتح حرب تجارية مع الصين .
هذا الرئيس سيبقى علامة فارقة في التاريخ الامريكي لا بانجازاته بل كونه هدم كثيرا مما بني في سنوات وحتى عقود.
محمد عبد المؤمن