تحت المجهر بقلم محمد عبد المؤمن/ قناة العربية : الاساءة المتكررة الى تونس لغياب المهنية أم بسابق الاضمار والترصد؟

خلال الأزمة الصحية الأولى التي تعرض لها الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي وبينما كان الوضع في البلاد يغلي كالمرجل بل هو على كف عفريت كما يقال وبينما كان الرجل في المستشفى يحيط به أكفأ أطباء تونس لعلاجه تعمد قناة العربية الى اذاعة خبر كون الرئيس التونسي توفي لتضيف كون مصادرها مؤكدة ومطلعة.

هذا الخبر وان لم يأخذ في هذه القناة غير ثواني الا انه أحدث أزمة في تونس كلنا يعلم كيف تطورت ليصبح هناك حديث حول انقلاب واستيلاء على السلطة وكادت تحصل الفتنة .

مؤخرا تحدث المرشح للانتخابات الرئاسية عبد الكريم الزبيدي وهو وزير الدفاع حينها والى الآن ليقول كونه كان يفكر في استخدام الدبابات لمنع اجتماع في مجلس نواب الشعب لأخذ السلطة.

لو ربطنا كل هذا مع بعضه ندرك ان ما تم اعلانه حينها من هذه القناة كاد يحدث فتنة في البلاد.

مر الامر بعد ذلك وسجل كونه خطأ مهني وتجاوزناه .

اليوم تعمد نفس القناة الى نفس الأسلوب لكن هذه المرة لم تذع خبرا في لحظات ليقال خطأ مهني بل هو تقرير مطول حول تونس يرصد ما سمي حقائق ومعلومات في منطقة ذهيبة.

مما قالته هذه القناة في تحقيقها ان منطقة ذهيبة هي العمق الاستراتيجي لتنظيم داعش الارهابي ولم تكتفي بهذا بل قالت كون 90 بالمائة من سكان ذهيبة ينشطون في التهريب أي هي صورت كل سكانها كونهم مهربون .

بل لم يقف الأمر هنا حيث تم انتقاء المستجوبين لنقل صورة وموقف مسبق يريدون فرضه على تونس ونقله للعالم .

السؤال هنا : لماذا تعمد هذه القناة في كل مرة الى الاساءة الى بلادنا بهذه الكيفية وبالتلفيق وتغيير الحقائق ؟

المسألة قد تكون واضحة فالعداوة أساسها للديمقراطية وللمسار الانتقالي في تونس فبلادنا هي “الفزاعة” لمثل هذه الانظمة التي ترى في الديمقراطية وتحرر الشعوب هو الخطر الاكبر عليها وعلى بقائها والحرب قد لا تكون اعلامية فقط بل بطرق ووسائل مختلفة .

هذا الامر يستدعي خاصة تحقق أمر واحد وهو اللحمة الوطنية وعدم الانسياق وراء هذه المخططات السوداء التي لن تنتهي هنا بل ستتواصل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى