بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن/ لا يقبلون برئيس مثل المرزوقي أو قيس سعيد بل يردونها دولة ” الكبارات”

لو عدنا الى الوراء بضعة سنين ونقصد عندما تولى الدكتور المنصف المرزوقي الرئاسة تعرض لحمة شرسة من خلال وسائل اعلام معروفة لها توجهات سياسية لان اصحابها هم في الاساس ممولون لأحزاب ومروجون لها.

اتهم حينها المرزوقي بكونه يدعم الدواعش وانه فتح لهم قصر قرطاج .

ورغم ان الجميع يعرف ان الدكتور المرزوقي يساري التوجه الا ان ذلك لم يشفع له بل ان الدمغجة غلبت واقنع جزء من الشعب كونه داعشي ويدعم الدواعش.

الامر استمر بعد ذلك من خلال وسائل اعلام لأشخاص ثبت فيما بعد تورطهم في الفساد وقدموا للقضاء .

اليوم يخرج نائب من حزب اسسه رجل اعمال متورط في قضايا فساد لكنه خرج “نظيف” اعلاميا وسياسيا  فالبارحة كانوا ينادونه بالمقرونة واثبتوا تورطه مع عميل موساد سابق لكن كل هذا سقط في الماء والنسيان نعمة او نقمة لا يهم هنا سوى ان النسمة الرطبة قد تهب وتمنح البعض مجالا للظهور والشهرة كمحللين سياسيين واقتصاديين وحتى في علم الخواريزميات فهم يعرفون في كل شيء المهم ان يعطوهم المحور ومن سيسبون ومن سيهتكون عرضه وشرفه ويشوهون صورته وسمعته وبعد ذلك ليس مهما ان يثبت كذبهم فالشعب ينسى والنسيان نعمة.

البارحة او قبلها خرج توفيق بن بريك المناضل الذي يقول كونه صارع بن علي وهذا صحيح وهو امر لا ينكر لكنه صراع ناعم لين وليس كما خاضه اليسار والاسلاميون لان صراع هؤلاء كان احمر قاتما واسود .

المهم خرج توفيق ليتحدث عن الرفيق ونقصد القروي فيقول انه صديقه المفضل وانه سينصره ظالما او مظلوما وهذا امر ليس فيه عيب فالصداقة جميلة وكل يبحث عن الخل الوفي لكن يا سيد توفيق هل نبيل القروي خلك الوفي ؟

لم نسمع صديقك يتحدث عنك ولو مرة واحدة اعلاميا وانت كلما وضع المصدح امامك رحت تذكر محاسن القروي وتتغزل بصداقتك به.

كل هذا غير مهم لكن المهم والذي يحدث الهم  والغم هو اعترافك بكل برودة دم والابتسامة على محياك كونك وراء اشاعة “الشراب والحمص” التي ألصقت بالمرزوقي لتضيف كونه أي المرزوقي كان صديقك وتعرف انه لا يشرب الخمر بكل انواعه.

عندما تكون بينك وبين نفسك بماذا تشعر وعندما تتخاطب مع ضميرك مذال يقول لك وقد شوهت شخص كان يعتبرك صديقه فوثق فيك ثم شوهت مناضلا تدرك كونه صادق ووطني؟

اليوم كشف زيف ما قال بن بريك وغيره لكن هذا الكشف جاء متأخرا أي بعد ان قضوا سياسيا على المرزوقي واخرجوه من اللعبة وصار الميدان لهم وحدهم.

اليوم نفس السيناريو يعاد لكن ضد قيس سعيد .

نائب عن قلب تونس كنا نراه في الحملة الانتخابية فحسبته احد حراس القروي يقول كون قيس سعيد يدعم الارهابيين ويحرض على مؤسسات الدولة .

ما يقوله خطير لأنه تهمة موجهة لرئيس الجمهورية أي رمز الدولة لكن مادام هذا الاتهام من جماعة ” الكبارات” فهو عادي فهم يقولون ما يريدون .  سبوا المرزوقي ويسبون قيس سعيد وفي وقت ما تخلوا عن بورقيبة ثم رجعوا ليستثمروه سياسيا في حين انهم من باعه لبن علي .

مشكلة هؤلاء مع المرزوقي وقيس سعيد ومن على شاكلتهم هو انهم من عامة الشعب ومن أحياء شعبية وليسوا من عائلة تعود اصولها الى الاتراك او البوشناق او الاسبان .

مشكلتهم انهم يريدونها دولة رعايا لا مواطنين .بأكثر وضوح دولة قلة تحكم وكثرة منصاعة لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى