بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن / عبير موسي و سيف الدين مخلوف ” الفوضى الهدامة”

كتب محمد عبد المؤمن :

ليس هناك من استفاد من زخم الحرية والديمقراطية في تونس بعد الثورة مثل ائتلاف الكرامة وعبير موسي ونقول هنا عبير موسي لأنه حقيقة لا يعرف في المشهد او الساحة السياسية شخصية اخرى تمثل الحزب الدستوري الحر فعبير هي القائدة والناطقة الرسمية والصياحة والنواحة والمحللة في الاذاعات والقنوات وهي امينة المال وامينة السر واي وظيفة في الحزب فهي بيبد عبورة.

في المقابل فان ائتلاف الكرامة له نواب كثر لكن لا يعرف من الا اعضاء او نواب الكتلة فالحزب هو الكتلة والكتلة هي الحزب ولم نسمع يوما عن قيادات جهوية او محلية بل الجعجعة كلها تحصل في مجلس نواب الشعب والاستثناء حصل مؤخرا حيث وجدناها في مطار تونس قرطاج الدولي .

هنا علينا ان نركز على مصطلح الدولي في وصف المطار لان ما حصل مساء الثلاثاء كان لوحة اشهارية للعالم حول تونس صنعها سيف الدين مخلوف ومعه ايضا نقابيون امنيون منتهى في الروعة وستكون عواقبها وخيمة او لنقل كارثية رغم ان الكوارث في تونس اليوم صارت عادية وبتنا نمسي ونصبح بها حتى صارت امرا روتينيا.

لا يمكن الحديث عن ائتلاف الكرامة دون عبير موسي ولا الحديث عن عبير موسي دون ائتلاف الكرامة فكلامها يخدم الاخر ومن الحيف على اللغة هنا ان نصنف طرفا بالخير والاخر بالشرير لان ما يفعلانه معا من شعبوية مقيتة يحقق مصالحهما معا فيكسبهما المدح لدى أنصارهما وكلاهما بعد كل كشهد ” يتحزم” على الفيسبوك ويمضي سكاكينه اللغوية لينطلق في السب والشتيمة للطرف الاخر.

ووسط كل هذا فان نواب الهانة والغفلة يزدادون شهرة وتزيد بضاعتهم رواجا وانتشارا.

هناك اليوم من يدافع عن عبير ويراها العصا الغليظة التي ستؤدب الاسلاميين . وهناك من له رأي عكس هذا حيث ان الاسلاميين او ائتلاف الكرامة هم العصا الحقيقية التي ستؤدب التجمعيين وبين صراع اسلاميين وتجمعيين تضيع تونس وينهار اقتصادها ويعاني شعبها وتضرب هيبة الدولة .

الى متى هذا الوضع وهذه الحالة المقيتة غير الطبيعية التي حكمت علينا بان نتابع باستمرار مسرحيات عبير ومخلوف وكأنها قدر تونس اليوم .

عبير لا تتورع فتقتحم جمعية وتحاصر اعضاءها ومهما كان الموقف ضدها ونقصد اتحاد العلماء المسلمين فهذا لا يبرر ان يتحول كل من يعارضهم الى قاض وجلاد وسجان .

عبير ايضا لا تتورع عن احتلال منصة مجلس نواب الشعب وحتى قاعة الاجتماعات وطبعا كل هذا يحصل وهي تحمل هاتفها .

هذا الجهاز العجيب الذي لا يفارقها فحتى عندما تهدد فهو معها وعندما تطلب حبلا لتشنق نفسها ان فض الاعتصام فهو معها فبين عبير والهاتف الجوال الذكي نسبة الى الهاتف لا الى صاحبته قصة حب وعشق كبيرة .

الامر نفسه عند مخلوف فمع كل حدث يقفز الى هاتفه او حاسوبه ويطلق ” اللايف” ويتحدث طويلا ويكشف الحقائق والمعطيات وعلى الشعب الكريم ان يتابع ويتفاعل ويوافق والا فانه نظام قديم واعلام بن علي وهو مأجور وفاسد .

كلنا في نظر عبير ومخلوف فاسدون وغير وطنيين ان لم نتبعهما ونشيد بهما ونقر كوننا لا نفهم شيئا وعلينا ان نسير خلفهما ساقا بساق .

ما يفعله مخلوف ومثله تفعله عبير لا يمكن ان نطلق عليه الا انه الفوضى الهدامة التي  تهدم الدولة ومؤسساتها وهيبتها بل هما يهدمان الديمقراطية ذاتها التي لم يستوعبا ماهيتها .

الديمقراطية ليست افعل ما تريد لأنك نائب وعندك الحصانة واهجم على مطار او مجلس نواب الشعب .

الديمقراطية ليست عربدة وتشليك الجميع وتخوينهم وتصنيفهم بين ثوري وغير ثوري .

الديمقراطية في اعتى الدول تكريسا لها تمتلك انيابا لتحمي نفسها ولتحمي الدولة من عبث العابثين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى