بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن / أيهما الخطر… النهضة ام قيس سعيد

كتب محمد عبد المؤمن :

من المهم ان نعود للتاريخ ونقرأ ونستفيد ونتعلم منه الدروس والعبر كما يقال.

لكن الى جانب الدروس والعبر هناك فوائد اخرى غير هذه المثاليات التي تعلمناها دروسا نظرية لكن عندما نزلنا الى الواقع وجدنا انها اوهام وان الكل او بشيء من الموضوعية الاغلب لهم مقاييس اخرى للتعلم والفائدة وهي المصالح.

وقديما قال الفقهاء كون غاية الدين تحقيق المصالح ودرء  المفاسد .

وهو كلام جميل لكن ان بقي التعامل معه سهلا لان الاشكال اعمق من مجرد مصطلحات تلقى وترمى .

فالمفاسد والمصالح ليسا شيئا ثابتا بل كل له مفهوم لها.

ففي التاريخ حنبعل كان بالنسبة للرومان متمردا وبربريا يهدد حضارة روما العظيمة.

وحنبعل ايضا هو في وقت من الاوقات من انهى الديمقراطية القرطاجية التي كانت تفتخر بها وتعتبر اكثر تطورا من ديمقراطية روما .

في مقابل هذا فان القرطاجنيين ينظرون للرومان كونهم معتدون ومحتلون والعكس بالعكس.

اكثر من هذا:

السكان الاصليون لشمال افريقيا او افريقية يرون في القادمين من الجزيرة العربية محتلين ومعتدين .

بينما هؤلاء يرون انفسهم اهل الحق والدين الحق وجاؤوهم بالخير الكبير والكثير وبفضلهم دخلوا الاسلام.

بالتالي فالتاريخ كله تناقضات خاصة في السياسة وفعل السياسة.

طرح هذا الامر له مناسبة وهي ما يحصل اليوم في بلادنا والأمر قد نفهمه بالتاريخ ونقصد الصراع الحاصل بين اطراف لا نعرف ما يجمعها وما يفرقها غير المصالح

نريد ان نتساءل هنا ككل تونسي.

وليس مهما هنا ان كان هذا التونسي غيورا على وطنه ام لا لان الوطنية في حد ذاتها تفسر بطرق مختلفة وكل يرى ان اسلوبه هو الوطنية والاخر هو الخيانة.

ما نريد ان نطرحه هنا هو :

من على حلق النهضة ان قيس سعيد

بل من فعلا يمثل خطرا على تونس قيس سعيد ام النهضة

الجواب عند الدوغمائيين سهلا فهو قيس او نهضة .

وبعدها راحة نفسية وفكرية فهؤلاء لهم نعمة يحسدون عليها وهي ان كل الاسئلة لها اجوبة سريعة وجاهزة.

من حزبك …النهضة

من شيخك… الغنوشي

من تحب …الحمامة

وفي المقابل من الطرف الآخر

من حزبك…قيس سعيد

من رئيسك…قيس سعيد

من تحب…قيس سعيد

أي ان هؤلاء و أولائك مثل الثيران ونقصد هنا فيما يتعلق بالرؤية فالثور لا يرى الا الابيض والاسود من الالوان وهو ما يسمى عمى الألوان.

انها لا تعمى الابصار لكن تعمى القلوب التي في الصدور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى