بكل جرأة/ عندما تتحول الدولة الى معارك شخصية: الشاهد والزبيدي “مقاطعين بعضهم”
عندما كنا صغارا في ذلك الزمن الجميل كنا نتخاصم مع اصدقاء او زملاء دراسة وقسم فنقول لبعضنا” مقاطعك” بما يعني اننا متخاصمان ولن نتكلم الى الابد وهو قرار جدي أي هكذا نتصوره.
لكن بعض وقت وجيز تنتهي الخصومة بأي طريقة وتعود الصداقة البريئة.
اليوم يحصل شيء من هذا القبيل لكنه خطير جدا لا علاقة له ببراءة الطفولة ولا بالخصومات العادية .
فرئيس الحكومة ووزير الدفاع وهي وزارة سيادية ” متقاطعين وما يحكوش مع بعضهم”.
يا سادة يا كرام نحن هنا نتحدث عن مفهوم الدولة ولا نتحدث عن خصومة بين طفلين او جارين او أي شخصين.
بهذا نصل الى مفهوم رجل الدولة فالزبيدي يغيب عن مجلس وزاري مع العلم ان حملته الانتخابية انتهت اما لماذا فلانه “متعارك” مع رئيس الحكومة وهو الشاهد وهذا الاخير دستوريا يستطيع اعفاءه او عزله لكن عمليا لا يمكن لان المجلس النيابي الحالي في حكم المنتهي وهو يدرك كونه لن يصوت على ذلك .
وحتى لو طبق ما جاء في الدستور حرفيا وعزله دون تمرير ذلك على البرلمان فان رئيس الجمهورية لن يوافقه على ذلك لان تعيين او اختيار وزير الدفاع من مشمولاته او على الاقل الموافقة على الشخص الذي يتم تعيينه.
كل هذا ليس هو الذي يعنينا بل الاهم والاخطر منه هو مفهوم الدولة ورجل الدولة الذي نراه .
رئيس حكومة ووزير دفاع لا ينسقان بينهما بل لا يتواصلان من اساسه.
للعلم فهذا الامر ليس بجديد فقد عاينت اثناء عملي الصحفي مثل هذا المثال بين كاتب دولة ووزير كانا ايضا متخاصمين ولا يتواصلان رغم انهما في نفس الوزارة لكنهما من حزبين مختلفين .
حصول مثل هذه الاشياء لا يمكن ان نحملها للدستور بل للأحزاب وعقلية المحاصصة التي تخلق فريقا وزاريا يتجاوز كونه مختلف الى معادي لبعضه .
والنتيجة تعطيل عمل الحكومة وصورة غريبة امام الرأي العام
محمد عبد المؤمن