بكل جرأة/ الى النهضة: استرجاع الشعبية لا يكون بالتقاط صور  للغنوشي مع المغنين

كتب : محمد عبد المؤمن

يظهر ان صدمة النهضة من نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية جعلتها ترتبك وتدخل في الانفعالات .

هذا الامر ظهر جليا في اسلوب الحركة في حملتها الانتخابية التشريعية فبعد تغيير خط التواصل مع الرأي العام من خلال تعويض الاجتماعات الكبرى واطلاق حملة انتخابية ضخمة رأيناها تغير الخطاب ايضا اي انها تذكرت فجأة كونها همشت مشاكل المواطن الاساسية لسنوات .

من هنا بدأت تتحدث عن قفته ومقدرته الشرائية بل استرجعت فجأة الخطاب الثورة .

لكن بعد ماذا؟

قد تجد النهضة من يستسيغون هذا الخطاب لكن جزء آخر من الناخبين يقيم الاحزاب وفق اجندات بدأت في 2011 واستمرت الى الان .

اسلوب آخر سارت فيه النهضة وهو استقطاب النجوم في الغناء والتمثيل ليلتقطوا صورا مع زعيم الحركة او شيخها ثم اخذ تصريحات ان امكن من قبيل ان الغنوشي شخصية متواضعة وطيبة .

هذه الصفات لا تعني الناخب في شيء فالمواطن لا يبحث عن الشخصيات الطيبة بل عن الاشخاص القادرين على استرجاع هيبة الدولة وتحسين مقدرتهم الشرائية والقضاء على الفساد.

اما ان كان الغنوشي طيبا ومتواضعا فهذا شأنه ولا يعنينا كمواطنين في شيئ

سنأخذ امثلة هنا :

جزء كبير من التونسيين يدخنون وهذا واقع بغض النظر عن مسألة كونه مضر بالصحة فليس هذا موضوعنا فيمكن طرح هذا الامر في حصة مع الطبيب .

ما يعنينا هنا ان المواطن “الكياف” يضطر الى شراء علبة السجائر بما يفوق سعرها الاصلي بقرابة دينارين وحتى اكثر والسبب ان المافيات باتت تسيطر على القطاع وهو يسأل اين من يحكمون منذ 2011؟

مثال آخر: المواطن العادي متوسط او ضعيف الدخل يتوجه الى “العطار” ليشتري ما يحتاجه فلا يجد الزيت المدعم اما السكر فلا يجد الا المعل بزيادة في السعر ب50 بالمائة .

ويجد ان علبة الطماطم وهي من المواد الاكثر استهلاكا في العائلات التونسية ارتفع سعرها حوالي دينار والسعر في زياد كل اسبوع.

مثال آخر ايضا: الكراس المدعم الذي كان يشتريه لأبنائه عند العودة المدرسية كان ب350 مليما ومتوفر. اليوم هو غير متوفر ويضطر لشراء كراس ب1100 مليما.

مثال اضافي: يأخذ ابنه للذهاب به الى المدرسة او الرجوع فيجد ان كل الارصفة محتلة من قبل المقاهي ويضطر ليسير بابنه او ابنائه في الطريق مع السيارات ويرى انه يعرض ابناءه للخطر ولا يقدر على فعل شيء.

هل نكتفي ام نضيف؟

وسط كل هذه المشاكل والنقائص وهي مجرد عينات صغيرة لا غير هل سيهتم المواطن بصورة للغنوشي مع وردة الغضبان ام وردة السعيدة؟

لم يعد هناك شيء اسمه حملة انتخابية بل هناك ماذا فعلت وماذا ستفعل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى