بكل جرأة: البنك الدولي …وجه ملائكي ووجه شيطاني
وصلنا بيان من البنك الدولي .
في العادة لا اهتم كثيرا بمثل هذه البيانات التي تصدر عن البنك الدولي او صندوق النقد الدولي لأنها من ناحية محشوة بكم مهول من الارقام والاحصائيات المتعبة والمقرفة وثانيا لأنها تصور هذه المنظمات المالية العالمية وكأنها جمعيات خيرية توزع الخير اينما حلت.
البيان الاخير لفت انتباهي وقرأته مليا والحقيقة اعجبت بما ورد فيه . لكن دون ان انسى كونه الوجه الظاهر لهذه المؤسسة المتغولة .
اهم ما جاء في البيان كون البنك الدولي خصص 2.2 مليار دولار لمساندة ومساعدة اللاجئين في انحاء العالم ويضيف كون 85 بالمائة منهم متواجدون في الدول النامية.
البيان يؤكد ايضا كون هذه المساعدات تشمل ايضا المجتمعات المضيفة للاجئين وان كل هذا ضمن مشروع يمتد على ثلاث سنوات .
الى هنا الامر جيد والوجه الملائكي لهذا الصندوق يبرز ويظهر و أن حجم الانفاقات في هذا الخصوص فاقت18 مليار دولار.
لكن علينا الا ننخدع بهذا الوجه الظاهر لان هناك وجها آخر خفيا ان كان للبنك الدولي او لصندوق النقد الدولي وهو الوجه الشيطاني فهذه المؤسسات المالية الدولية اينما حلت جلبت معها الخراب والفتن والافلاس للدول تحت عنوان مخططات لإنقاذ الاقتصاديات ومساعدة الدول النامية على الانتعاشة الاقتصادية والمالية .
والنتيجة تكبيل هذه الدول بالديون وفوائدها المجحفة والتي قد تصل قيمة تفوق القرض نفسه في بعض الاحيان ان تعثر الدفع.
لنا في تجربتنا التونسية مثلا فصندوق النقد الدولي منح تونس قرضا ب2.8 مليار دولار على ثلاث سنوات ومن يومها وهو يفرض شروطه لإلغاء الدعم ومنع الانتدابات في الوظيفة العمومية وتوجيه الانفاق نحو الاستثمار أي رجال الاعمال لا نحو التنمية ثم يفرض تجميد الاجور وتحرير العملة .
وبعد كل هذا يرسل لجنة كلما اقترب او حان موعد صرف قسط من القرض لتزيد من الشروط والاملاءات على الحكومات وكلما نفذ شرط اضيفت عشر شروط اخرى .
البنك الدولي او صندوق النقد الدولي ليس مؤسسة خيرية كما يريد ان يقنع وانه يساعد اللاجئين بل هو من خلق معضلة اللاجئين .
محمد عبد المؤمن