الصادق شعبان يكتب لكم : نسير نحو الانتفاضة الثالثة

كتب الوزير السابق صادق شعبان :

حتى لا نسير نحو الانتفاضة الثالثة
نحن الان بالتاكيد نسير نحو الجمهورية الثالثة … الرغبة الشعبية واضحة و عزم الرئيس واضح …
لكن …
لكن لا شيء مضمون… فالرهان ليس وطنيا فقط … إنه إقليمي ايضا ، و دولي لحد ما …
ليس لتونس للاسف كل أدوات السياسة المستقلة … فالفقر كافر …
هناك دون شك شيء يطمئن … نعم… يطمئن فعلا…ذلك ان إنتفاضة جويلية نابعة من الشعب… انتفاضة وطنية فعلا غير مستوردة كسابقتها و لا هشة … ليست قرطاسية او ضوضائية …
كذلك انتفاضة جويلية لم يركبها احد لحد الان … الارادة شعبية باقية و العزيمة متواصلة : إنهاء منظومة جانفي دون رجعة …
أطراف هذه المنظومة أنفسهم عرفوا انهم لم يكونوا في المستوى ، و ان النظام التمثيلي كاذب و تقاسم المؤسسات و التعيينات في شكل الغنيمة خطير …
ظلم الناس لا يغتفر و غياب المصالحة كان قاتلا …
كذلك من يلعب بالقضاء يصبح لعبته …و من يهدم الدولة يصبح تحت ركامها … و تلاقي المال مع السياسة خطير و الفساد ثعبان يأكل صاحبه…
كل هذه نصائح ابن خلدون … اقرؤوا المقدمة ، متوفرة في كل اللغات …
لا أحد اليوم يقدر على فرض شيء مخالف لإرادة هذا الشعب … مسالم لكنه عنيد…خرج ليحرق .. و خرج ليحتفل بالانتصار … و كل الارقام تكذب من يرى خلاف ذلك …
أخفقت بعض القيادات في تقدير حجمها… شاخت و نعمت بالجاه … لم تكن تقدر هول الابتعاد عن الواقع … هذا شعرت به شخصيا منذ 2008 و حاضرتك فيه و كتبت … مارس 2010 كانت المحاضرة الصادمة في قلب دار الحزب … و بن علي يتابع و مقتنع بما كنت اقول …
أحزاب منتفخة متورمة ، و قيادات تعودت على المعارضة لا على الحكم …
المشهد الحزبي الحالي انتهى … يجب التفكير في الجديد… الأرقام القديمة « بيريمي» … لم تعد صالحة للاستهلاك …
ورشات يجب أن تفتح … علماء السياسة مدعوون للمشاركة و ليس فقط مفسري نصوص القوانين .. نظرة جديدة لاطار جديد و عصر جديد…
الخروج من النظام البرلماني و اضعاف صلاحيات البرلمان سوف يهمش الاحزاب …
الدخول في نظام رئاسي لن يعطي هامشا كبيرا للمؤسسة الحزبية و انما يسلمها للقيادات الفردية المتميزة …
إنهاء نظام التمثيل النسبي هو الاخر سوف يضعف هيمنة الاحزاب في ترشيح الممثلين و في الانضباط عند التصويت …
كل هذا يعني ان فرص البروز للترشحات الفردية المستقلة أصبحت
كبيرة …
الطبقة السياسية سوف تتغير …
بشرى للكفاءات النظيفة : لن تحتاجوا إلى حزب يزكيكم و لا إلى زعيم يمن عليكم ببركاته … عصر من يتماشي بكتفيه و الناس مصطفون للتصفيق انتهى …
استعدوا للجديد …
انه انتقال عميق في الحياة السياسة …
لكن… دائما لكن!
يجب الانتباه في هذا المسار… و تسريع السير نحو الإصلاحات… و عدم تعميق اليأس او الخوف او الغضب …
تونس اليوم لا تتقبل اي خطأ…نحن في زمن الصفر أخطاء…
الشعب هو الشعب لم يتغير و لن تؤثر فيه الادعاءات الكاذبة كما في السابق … يعرف كل صغيرة و كبيرة… و من خرج في جويلية لافتكاك الشارع قد يخرج في اي شهر اخر…
عندها … عوض الجمهورية الثالثة …
نسير نحو الانتفاضة الثالثة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى