الدولة.. التي أمرضت إبنه
كتب : نور الدين العويديدي
حين أرى مواكب الرئيس ورئيس الحكومة والوزراء.. حين أرى مؤتمرات المسؤولين وتبذير الفنادق ومقاهي البحيرة التي يتجاوز ثمن فنجان قهوة فيها 10 دينارات أشعر بالغيظ والغضب.
اليوم وقبل الشروع في إقامة صلاة الظهر في المسجد سقط كهل مغمى عليه من كرسي كان جالسا عليه يتلو القرآن الكريم.. هبوط حاد في السكر بعد يومين بلا طعام وليلتين من المبيت في العراء.
كهل في نحو الاربعين جاء من قابس ليعمل مع مقاول بناء.. لكن خبرا سيئا وصله من مشغله.. تأجل المشروع لشهر.. وليس للرجل مال ولا أهل في العاصمة.. وليس له طاقة على التسول ومد اليد.. ووجد المسجد مكانا يستريح فيه ويغمى عليه فيه.
تأجلت الصلاة قليلا.. جيء للرجل بماء وسكر.. ثم قليل من طعام.. وامتدت الايدي السخية بالإعانة.
صاحبنا المسكين اب لعائلة فيها طفل مريض بالالتهاب الكبدي بسبب المعمل الكيميائي في قابس.. والدولة التي أمرضت ابنه بخلت عنه حتى ببطاقة المعالجة.. إنها الاموال ذاتها التي نراها تبذر في مواكب الرئيس ورئيس الحكومة والوزراء ونراها تبذر في الفنادق ومقاهي البحيرة وغيرها.. وتحجب عن هذا المسكين وأمثاله.
وصدق الامام علي حين قال: ما جاع فقير إلا بما متع به غني.. فمتى العدل يا أهل الله.