محمد الرصافي المقداد يكتب: دماء سليماني ستكتب نهاية الاستكبار والصهيونية

كتب  محمد الرصافي المقداد :

لقد شكل اللواء قاسم سليماني طوال سنوات وجوده وحركته، عائقا كبيرا أمام نفاذ ومرور المخططات الامريكية في المنطقة، وهو وان كانت نشاطاته الجهادية محفوفة بالسرية، فقد كان مجرّ\ ذكر اسمه يحدث قلقا وارتباكا لأعدائه الأدّاء أمريكا والكيان الصهيوني وعملائهم في المنطقة.قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الذي أمر بتأسيسه الامام الخميني سنة 1980 أي مباشرة بعد انتصار الثورة الاسلامية وبعد أن دعا المسلمين في انحاء العالم الى نصرة اخوانهم الفلسطينيين باحياء يوم القدس العالمي كل سنة، وجاء نداءه ستة اشهر بعد انتصار الثورة الاسلامية:

(وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين لسنوات عديدة، قمت بتحذير المسلمين من الخطر الذي تشكله إسرائيل الغاصبة، والتي اليوم تكثف هجماتها الوحشية ضد الإخوة والأخوات الفلسطينيين، والتي هي في جنوب لبنان على وجه الخصوص، مستمرة في قصف منازل الفلسطينيين على أمل سحق النضال الفلسطيني، وأطلب من جميع المسلمين في العالم والحكومات الإسلامية على العمل معا لقطع يد هذه الغاصبة ومؤيديها)

وبمعنى آخر فإن دعوة الامام الخميني لإحياء يوم القدس لم تكن مجرّد اقامة تظاهرات سلمية من أجل التعريف بمظلومية الشعب الفلسطيني وشحذ همم المسلمين الى الالتزام بقضية اشقائهم، بل وذهب الى ابعد من ذلك، فدعا كما اشرت الى تأسيس جيش تحرير القدس، وسهر على أن يكون نخبة القوات المسلحة للجمهورية الاسلامية، ليكون عالي الأداء في مواجهة اعداء الأمة الاسلامية.

 

وقد قدّم فيلق القدس بمساهمته في معركة تحرير العراق وسوريا شهداء أبرار، تمكنوا من الحاق هزائم مصيرية بداعش وأخواتها، في العراق وسوريا رووا بدمائهم الزكية اراضهما طاهرة، التي كانت ستدنسها فلول الارهاب صناعة أمريكا الخبيثة، لو تمكنت من البقاء فيها، ولولا وجود هؤلاء المتطوعين الأحرار، لتمكنت أمريكا من بسط نفوها في المنطقة، وتحقيق مخططها في شرق أوسط الجديد ينعم فيه الكيان الصهيوني بالأمن والسيطرة.

هذا ولم يكن فيلق القدس للحرس الثوري قاصيا عن الهدف الذي تأسس من أجله، وهو العمل على تحرير فلسطين، وباعتبار أن نشاطه في هذا المجال لم يكن معلنا، وتكتنفه السّرّية التامة، فإن المصدر الوحيد، الذي بإمكاننا أن نستقي منه، ما يستشفّ منه دور هذا التنظيم العسكري، في دعم حركات المقاومة الفلسطينية، دعما يساعدها على مواجهة القوة العسكرية الصهيونية بما يوقف عربدتها، ولقد علمنا أن الاخوة الفلسطينيين ملكوا تقنية صناعة الصواريخ وتطوير مداياها، وحصولهم على صواريخ الكورنيت الفعالة المضادة للدروع والدبابات، بفضل ما قدمه لهم فيلق القدس، أما كيف؟ ومتى؟ فتلك اسئلة استخبارية، يستحي مناصر المقاومة الحقيقي من سؤالها، لأنها تقدم خدمة لأعداء الأمة، في معلومات يسعون جهدهم لكشف تفاصيلها.

فيكفي لمعرفة اثار انتصار الثورة الاسلامية، وانتشار فكرها الثوري والشحنة المعنوية التي غمرت طلائع الامة في مختلف البلاد الاسلامية، ومنها ما نتج عنه في فلسطين ولبنان من تأسيس حركات مقاومة نمت وتطورت (الجهاد الاسلامي 1981/ حزب الله1985/حماس1987) الى ان وصلت اليوم الى مستوى القوات العسكرية العالية التدريب والتسليح، ولم يكن ذلك ممكنا قبل انتصار الثورة الاسلامية الايرانية وتأسيس فيلق القدس.

وفي الهجمة التي قامت بها مجاميع الارهاب بعنوانها الاسلامي المزيف، لم يكن بوسع ايران الاسلامية الوقوف موقف المتفرج، وهي ترى دولا جارة وشقيقة تقضم مساحات ارضها، وترهب شعوبها خدمة لمخطط أمريكي صهيوني خبيث، فبادرت الى مد يد العون اليها، بواسطة خبرات فيلق القدس من كبار  الضباط الذين تطوّعوا لمساعدة اخوانهم في الاسلام، وهم يتعرضون لهجمة جهلوت القرن، واسهموا بما قدموه من جهود وتضحيات، في طرد الارهاب، من الاراضي التي احتلها، وعبث بها وباهلها.

هذا وقد صدرت بيانات عن حركات المقاومة الفلسطينية، تستنكر فيه الغارة الغادرة التي استهدفت موكب قائد فيلق القدس، فقد نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الجنرال قاسم سليماني وشهداء الغارة الأميركية، مقدمةً التعزية للشعب العراقي الشقيق باستشهاد عدد من أبنائه، وقد ذكر بيان حماس أن القائد سليماني، يعد أحد أبرز القادة العسكريين الإيرانيين، الذين كان لهم دور بارز في بدعم المقاومة الفلسطينية في مختلف المجالات.

ومن جهتها أكدت حركة (الجهاد الإسلامي)، أن الشهيد القائد قاسم سليماني استهدفته يد العدوان الأميركي-الصهيوني وهو في خطوط المواجهة. وجاء في بيانها: إن الأمة ترفع رايتها في مواجهة هذا العدوان معلنةً ألاّ انكسار ولا تراجع في مسيرتها نحو التحرير.

واعتبرت (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة) اللواء قاسم سليماني، شهيد فلسطين والأمة، سيكون علامة تحول تاريخية في مسيرة التحرير. وجاء في بيانها: إن القرار الأميركي الصهيوني باغتيال سليماني، هو انتحار سياسي، ستكون له نتائج مدمرة على مشاريع أعداء الأمة وخططهم، وردّ محور المقاومة على هذا الاغتيال سيكون بداية فتح استراتيجي في هزيمة أعداء الأمة.

ومن جهتها نعت حركة (المجاهدين) في فلسطين، شهيد الجمهورية الإسلامية والأمة الإسلامية اللواء قاسم سليماني وشهداء المقاومة العراقية، مؤكدة أن استهداف القادة الشهداء، عدوان أميركي متعمّد على الأمة، لتأجيج نار الحرب. واصفةً العدوان بأنه حماقة أميركية غير مدروسة العواقب، بحق محور المقاومة وقياداته، يؤكد على فشل الأميركيين والصهاينة في مشروعهم الشيطاني، وهو ما دفعهم للتدخل المباشر، وأن عملية الإغتيال هذه لن يزيد محور المقاومة إلا ثباتاً على طريق المقاومة.

الرحمة والخلود والعز وحسن الخاتمة للشهيد قاسم سليماني ورفاقه، ولكافة شهدائنا الأبرار، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى