كلمة الصباح: صفقة القرن صنع الأنظمة العربية التي باعت القضية
صحيح ان ما يسمى بصفة القرن هي من هندسة وتخطيط الإدارة الامريكية وخاصة رئيسها ترامب وصهره كوشنار لكن هذا الذي يحصل هو مجرد نتيجة لمسار كامل من بيع القضية لم يبدأ خلال السنوات الاخيرة بل منذ عقود.
فما حصل هو ان الانظمة العربية جعلت من قضية فلسطين مجرد وسيلة لكسب الشرعية خاصة تلك التي وصلت للحكم عن طريق الانقلابات والتي سمتها ثورات وهي ثورات من نوع خاص يمكن ان نطلق عليه صنع عربي لأنه لم يجلب الا الديكتاتورية والقمع والفساد .
ففلسطين كانت وسيلتهم ليخدروا شعوبهم بكونهم يؤجلون التنمية وتكريس الحريات والحكم الديمقراطي الى حين تحرير فلسطين والقدس وان موارد الدولة والبلاد توجه لهذه الحرب المقدسة لكن في الحقيقة فان الموارد تذهب لتشييد قصورهم وتضخيم الحسابات في البنوك السويسرية .
اليوم بعد ان انفجر الربيع العربي ودخلت الشعوب العربية في وعي جماعي جديد انبنى اساسا على تجاوز الاوهام التي حاولوا تصديقها لعقود .الان قرروا كونهم لن يعيشوه مجددا تحاول الانظمة مجددا الاحتيال من خلال وهم جديد يريدون نشره لكسب شرعية خادعة يبحثون عنها فاذا هي فلسطين مجددا لكن من زاوية اخرى هي زاوية ايجاد حل لكنه في الحقيقة بيع للقضية ولفلسطين للغرب ولأمريكا حتى ترضى عنهم وتحمي عروشهم وسلطانهم من شعوبهم ان ثارت عليهم أي انهم يطلبون الحماية من الخارج والمثال على هذا واضح فالسيسي الذي تعيش بلاده مصر على وقع حالة غضب عارمة من ظلمه وقمعه والفساد مصر على البقاء في امريكا لمقابلة ترامب ليسمع منه كونه ديكتاتوره المفضل.
محمد عبد المؤمن