«حين نحترم خيارتنا نحترم ذواتنا»

بقلم : الأستاذ نادر سكاكية، والطالبة آية عليان:

لكي تكون على معرفةٍ بتذكير الذات لابد وأن تفهم مفهومها, وهي تكوين نظرة إيجابية إلى ذاتنا وألا نكون أنانيين، وأن نعي ما نتصرف به، وأن نسلك سلوكا سويّاً، مع الابتعاد عن أيّ مؤثر يؤثر علينا سلباً فيما بعد، أي النظرة المستقبلية لمكانة الذات (الأسرة أو المجتمع، أو في العمل)، وأمّا احترام الذات، فعرفه البعض بأنه تقدير الإنسانية قيمة وأهمية وجودة في الحياة ومقدار محبته لنفسه، وكذلك هو احترام الذات والنظرة التي تشكلها لنفسك.

وهنالك نوع من أنواع احترام الذات، وهو اختيار ما نحب، بمعنى أن الإنسان حينما يختار ما يحب يكون قد احترم ذاته وقدر نفسه، فالمعلم الذي يختار مهنة التعليم عن حبٍّ يكون قد احترم ذاته، لأن الحب يولد الإبداع، وعندما نري أنفسنا هذا الإبداع والإنتاج، بالتالي تفرح النفس، وتزداد ثقتها بنفسها، وبهذا فعلاً يتمثل احترامنا لذواتنا وتقديرينا لأنفسنا.

وحتى نقدر ذاتنا يجب معرفة ماذا نختار؟ وهل الاختيار مناسب لذواتنا أم لا؟ لأن الاختيار في أفعال السلوك له مساران وهما مسار سوي ومسار غير سوي، ولا يتحدد المسار إنْ كان سوياً أو غير سوياً إلا بالنظر إلى الدين والقيم والأعراف، وكل إنسان واعي ويستطيع اختيار الطريق الذي يسلكه سواء كان منتكساً للمعايير التي تحدد هذا المسار أو ممتثلة لتلك المعايير.

ولمعرفة كيف الإنسان يختار الصواب والخطأ في حياته؟ فلكلّ إنسان خيارين حينما يكون مخير في أي شيء ففي الطريق الصحيح تشويش على عقله وعاطفته ودوره الفعّال في الأسرة، وإذا ما كان تأثير سلبي فهو بذلك يقدر ذاته ويكون في الاتجاه الإيجابي نحو الذات، وعلى سبيل المثال حينما يسرق إنسان ما قوت يومه من أجل إطعام أسرته بدل من العمل بذلك لم يقدر ذاته باختياره لأنه يوصم بالسارق سواء كان ذلك جهراً أم سراً، ومثال آخر عندما يعاني الإنسان من الاكتئاب بإمكانه أن يسلك طريقين، إحداهما أن يتصل مع الله بالعبادة وبذلك يخفف من اكتئابه أو يدمن على المخدرات والإدمان على المخدرات يؤدي إلى انعاش الفرد ولكن في نفس الوقت يؤدي إلى التأثير سلباً عليه ويشعر بإهانة نفسه أي إهانة الذات وبالتالي لم يقدر الذاته وفق اختياراته.

وبسبب الضغوطات التي يعيشها كل فرد ، أصبح تقدير الذات من الأمور المهمة جداً في شخصية الفرد، لأن الذات وطبيعتها هي منبع علاقاتنا وحياتنا وحينما تكون ذواتنا ايجابية تكون أفعالنا ايجابية والعكس صحيح، وخلاصة ما تم ذكره آنفا أن اختياراتنا هي التي تعزز من تقدير ذاتنا أولا، ولهذا يجب أن نحسن اختياراتنا وفق الدين والقيم والأعراف حتى نشعر بتقدير ذاتنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى