بكل جرأة يكتبها محمد عبد المؤمن / نعم رئيسنا رضي بأن يستقبله وزير في قطر من أجل شعبه وهذا ما جناه علينا الحزام السياسي
كتب محمد عبد المؤمن :
محق من يحتج على الحركة غير الجيدة التي حصلت في الدوحة امس والمتمثلة في استقبال رئيس الجمهورية قيس سعيد من قبل وزير في المطار في حين ان البروتوكولات تقتضي بأن مستقبل الضيف يكون في رتبته ومكانته.
لكن ايضا محق من يبرر ذلك لان التبرير وان لم يكن مقبولا للجميع الا ان الظروف تحكم.
لكن لنأخذ الامر من زاوية اخرى.
رئيسنا قيس سعيد يدرك كل هذا ويعلم ان طريقة الاستقبال لم تكن في المستوى لكنه مطتالب بأن يتجاوز هذه التفاصيل لأنه مع ادراكه الاول هو يعلم ايضا انه جاء اساسا لطلب المساعدة في هذه الظرفية الصعبة التي تمر بها البلاد.
تونس اليوم على شفا الافلاس والأزمة الاقتصادية الحالكة زادتها كورونا سوادا وهو يعلم ايضا ان الشارع في تونس ان صبر اسابيع او اشهر فانه سيصل الى مرحلة قد ينفجر فيها .
المسؤولية لا تتحملها الحكومة الحالية وحدها فهي كما التي سبقتها ضحية .
هي ضحية الظروف وضحية احزاب وسياسيين ابتليت بهم تونس لا شغل لهم الا مصالحهم وحساباتهم ونرجسيتهم وغرورهم والوهم الذي يعيشون فيه كونهم المنقذون وانهم سبب استقرار البلاد ولا يعترفون مطلقا بل يشعرون كونهم سبب الخراب في هذا الوطن.
هؤلاء مشغولون بالحزام السياسي والمصالحة الوطنية التي لا نرى فيها الا مصالحة مصالح ثنائية او ثلاثية او حتى رباعية لكنها ليست مصالحة وطنية.
هؤلاء يتحالفون مع الفاسدين والآبقين والمافيات واللوبيات ثم يطلبون من الله ان يبارك جمعهم في حين ان الشعب يدعو بأن يفرق جمعهم ويشتت شملهم فقد عانى منهم الكثير.
في ظل كل هذا يذهب قيس سعيد وللعلم فهو الوحيد الذي يثق فيه هذا الشعب ويترك التفاصيل على جنب ولا يعيرها اهتماما ان كان استقبله وزير او امير المهم ان يأتي باتفاقات تنقذ بلاده وشعبه وتخفف عنهم الازمات .
ما وصلنا اليه هو نتيجة للتسيب والفوضى والاستهتار خاصة سياسيا فهل رأيتم بلدا تكون فيه حكومة ناجحة وتخرج البلاد من اصعب ازمة عرفها العالم وفي خضم حربها ضد الوباء والمصاعب تطرد وتهان لان شخصا او شخصين مغرومين بتوسيع الحزام والاحزمة السياسية . ثم يخرجون علينا بكل طيبة وثقة في النفس ليحدثونا عن الوطنية وانهم يضحون من اجل تونس .