بكل جرأة: هل جنى حمة الهمامي على اليسار في تونس؟
ما يمر به اليسار بتونس اليوم مؤسف للغاية فهذا التاريخ الطويل من النضال والحراك تحول الى مجرد “ذكريات” تروى بسبب الاخطاء التي حصلت بداية من 2011.
لو تعاملنا نع ملف اليسار بموضوعية فإننا لا نستطيع ان نزيح اسم شخصية كان لها دور مهم في مسيرته النضالية لكن وايضا وهذا للأسف كان له دور في النكسة التي حصلت للتيار اليساري ككل حتى غدا اليوم بلا أي وزن سياسي .
بالنسبة لحمة الهمامي فان غلبة نزعة القيادة والزعيم الاوحد للتيار ككل جنت عليه هو ثم جنت على كامل اليسار وابرز مكون فيه وهو الجبهة الشعبية التي اندثرت مثلما اندثر نداء تونس لكن الفرق كبير بين الاثنين فنداء تونس مجرد ناد اسس لخوض انتخابات اغلب من انضموا اليه جمعتهم المصلحة او معاداة طرف سياسي هو الاسلام السياسي.
اما الجبهة الشعبية فهي تاريخ طويل لا يمكن فسخه بجرة قلم او الحكم عليه بمجرد نكسة لان التيارات تبقى اما الاحزاب فقد تندثر.
لكن مع هذا فأخطاء حمة الهماني “لا تغتفر” لأنه اضافة الى المضرة التي احدثها بتيار كامل فانه قضى على أمل التوازن السياسي في البلاد فالإسلام السياسي لا يمكن معادلته الا باليسار لكن اين اليسار اليوم؟
مشكلة اليسار هي انه رفض التأقلم مع الواقع بل لا نبالغ ان قلنا ان حزب العمال اهم مكوناته قام بمراجعة واحدة من سنة 2011 وهي انه نزع كلمة الشيوعي من اسم الحزب وبات حزب العمال عوض حزب العمال الشيوعي وهذا يلخص الامر أي ان النقد الذاتي لم يحصل ولم تحصل أي مراجعات وتجديد حتى الوجوه بقيت هي نفسها بل اكثر من هذا فالديمقراطية الداخلية لم تحصل وعوض الامتثال لنتائج الانتخابات الداخلية في الحزب تلغى ويزكى حمة الهمامي امينا عاما .
ما هو المطلوب اليوم من اليسار؟
بات اليسار في تونس اليوم في حاجة الى تغليب الحزب على الشخص ومثلما فعل المنصف المرزوقي ربما آن الاوان لحمة الهمامي ليترك المشعل للشباب .
كما ان هذا التيار في حاجة الى مراجعات جذرية لا مجرد تغيير اسماء ومواقع مثلما حصل بعد 2011 .
محمد عبد المؤمن