بكل جرأة / الى قادة اليسار: المشكل ليس النهضة بل أنانيتكم وصراعاتكم من أجل الزعامة

الكثير منا تأثر في فترة شبابه الاولى  بالفكر اليساري وانبهر بشعارات العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات على الجميع لكن مع الوقت ادرك الواحد ان الشعارات شيء والواقع شيء آخر. وان الفكر اليساري شيء والقيادات اليسارية شيء آخر.

ونحن اليوم نتابع حال اليسار في بلادنا خاصة بعد ظهور نتائج الانتخابات التشريعية نحس كون النتائج كانت طبيعية لان هذا التيار حافظ على نفس قياداته وأساليبه وخطابه تقريبا منذ الثمانينات ان لم نقل السبعينات بل مازال يتعامل بمفهوم النضال الطلابي وبآليات معارضة في نظام مستبد قمعي.

كل هذا تغير. فتونس لم تعد تحكمها دولة ظالمة ولا نظام ديكتاتوري بالتالي سنسقطكم وسنناضل حتى نقصيكم كلها مصطلحات لم تعد صالحة للبيئة التي نحن فيها.

نقول هذا تعليقا على التدوينة التي كتبها القيادي في الجبهة الجيلاني الهمامي طبعا ان كانت لا تزال هناك جبهة من اساسه كونهم سيسقطون هذا المجلس وان الانتخابات غير شرعية وانه حصل تلاعب بالنتائج ساهمت فيه هيئة الانتخابات.

مثل هذا الخطاب يتجاوز كونه انفعالي الى اعتباره هذر فالأولى من قادة الجبهة الشعبية واليسار في تونس ان يعيدوا حساباتهم من الاول ويراجعوا  لا مواقفهم فقط بل وايضا آليات عملهم وخطابهم فقد صاروا هم في ضفة والشعب في ضفة .

المشكلة ليست في الفكر اليساري بل بالأساس هي في اليساريين وتحديدا جملة من قادة اليسار .

من الممكن ان نسأل هنا: ألم ينهزم حمة الهمامي في انتخابات الندوة الوطنية لحزب العمال ورغم ذلك فرض امينا عاما بالتزكية او بالغصب او التراضي ليس مهما المصطلح لوصف ذلك بل المهم هو ان الديمقراطية تبدأ من داخل الاحزاب وبين القيادات قبل ان تطلق كشعارات للدولة والحكم.

هنا نستحضر ما قاله هيثم المكي تعليقا على نتائج الانتخابات واظنه يناسب اليسار: ليست النهضة من انتصر بل انتم انهزمتم.

الجبهة الشعبية كان من الممكن ان يكون مشروعا يساهم في تطوير الحياة السياسية في بلادنا لو اخرج من الحسابات الشخصية والمصالح الضيقة .

لكن ما حصل انه تحول الى اصل تجاري يسعى كل لامتلاكه وتسجيل ملكيته باسمه وهذا واقع وليس مبالغة وعن هذا يسأل حمة الهمامي ثم المنجي الرحوي.

بدل ان يهتم قادة اليسار بإسقاط البرلمان عليهم ان يسقطوا الانانية وحب الزعامة فالمشكلة ليست النهضة بل فيكم انتم فقد اضعتم مشروعا آمن به الكثير من التونسيين.

محمد عبد المؤمن

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى