بكل جرأة: الغنوشي …ماكيافلي السياسة وعراب الصفقات تحت الطاولة
يقال شخص مكيافلي أي ان شعاره ذاك الذي نظر له الفيلسوف الايطالي ” الغاية تبرر الوسيلة” بالتالي صارت نظرية ارتبطت بالسياسة باعتبارها تهتم بالنتائج وتحقيقها بغض النظر عن الاساليب المتبعة.
يقال ايضا ان السياسة بلا اخلاق لكن هذا القول لا يستقيم وهو غير مقبول لانه يحولها الى مجال للتلاعب وعدم الصدق.
بالنسبة لمصطلح عراب الصفقات فهو ليس لنا بل للقيادي في النهضة ذاتها محمد بن سالم وقد قالها موجها كلامه للغنوشي بانه عراب الصفقات ولم يعد يستحق ان يقود الحركة .
بعد 2011 أي بعد الثورة وظهور الباجي قائد السبسي في المشهد السياسي اعتبر من قبل الغنوشي كونه من النظام القديم الذي يريد الانقلاب على الثورة لكن بعد ذلك وتحديدا قبل انتخابات 2014 تغير الموقف وصار الباجي شريكا وحليفا وصديقا وسياسيا محنكا.
هذا الامر رغم معارضته من الكثيرين في النهضة من القيادات والقواعد مر لان الظرفية كانت صعبة ولان الباجي قائد السبسي لم ترتبط بع شبهات فساد بل المأخذ عليه كونه من النظام القديم.
قبل انتخابات 2019 واثناء الحملات الانتخابية وحتى بعدها كان نبيل القروي مافيا عند قيادات النهضة ولا يمكن التحالف معه بل مجرد التواصل مرفوض.
هذا الموقف صرح به الغنوشي اكثر من مرة والفيديوهات موجودة ويمكن سماعها بسهولة.
لكن فجأة يتغير الموقف ويصبح القروي شريكا في ايصال الغنوشي الى رئاسة مجلس النواب وحينها قيل كون هذا المسار منفصل كليا عن المسار الحكومي واطمأنت قواعد النهضة كون الشيخ “تكتك” ووصل بهم الى رئاسة مجلس النواب من غير ان يعطي للقروي شيئا.
لكن بعد فترة يتغير الموقف مجددا ويتحول المافيا والفساد وفق تصريحاتهم الى طرف سياسي مهم بل صار الغنوشي يربط بين النجاح في تمرير حكومة الفخفاخ باشراك حزب القروي فيها بل وصل الأمر الى دعوة الهياكل في الحركة الى الاستعداد لاحتمالية انتخابات جديدة.
صهر الغنوشي رفيق عبد السلام تجاوز هذا الى التهجم على الفخفاخ واتهامه بكونه ثوري زيادة عن اللازم أي ان الثورة صارت تهمة .
كل هذا يمكن تصنيفه كسرد لما حصل .
السؤال هنا: هل يلام أي طرف سياسي عندما لا يطمئن للنهضة اذا قدمت وعودا وهي تتراجع فيها وتغيرها فجأة؟
الاصح هل يمكن الوثوق في وعود الغنوشي وقد اظهر انه ماكيافلي يعتمد المصلحة الحزبية والصفقات تحت الطاولة وعلى اساسها يغير موقفه ولو بين ليلة وضحاها.
من الحكمة الا نطمئن لمن يخدعنا ولو مرة واحدة.
محمد عبد المؤمن