بقلم: محمد الرصافي المقداد
يصادف يوم 19 أبريل، الذكرى الثالثة لاغتيال الشهيد صالح علي الصمّاد (1979/2018)، رئيس المجلس السياسي الأعلى، لحكومة الثورة الإسلامية اليمنية، هذا الرّجل الذي ختم حياته بوسام، تمنّاه كل مقاوم وطني شريف، فارتقى شهيدا مغدورا إلى بارئه، وهو في خدمة شعبه، وفيّا لم يتأخر عنه يوما، ولم يعقه أي ظرف أو مكان، عن أداء واجبه نحوه، ونحو بلده اليمن المظلوم.
ما ميّز الشهيد صالح الصمّاد أنه كان من طينة الشهيد محمد علي رجائي الرئيس الإيراني (1933/1981) – المغتال بدوره من طرف زمرة المنافقين المؤتمرة بأوامر أمريكا- عُرف ببساطته وتواضعه وعفة نفسه، فضلا على خدمته المتفانية لشعبه.
ولد صالح الصماد عام 1979، في منطقة بني معاذ، مديرية سحار، محافظة صعدة شمالي اليمن، تخرج من جامعة صنعاء، وعمل مدرساً في مدرسة عبد الله بن مسعود بصعدة، شارك في حروب حركة أنصار الله ضد الحكومة اليمنية، ابتداء من الحرب الثالثة، تولى مسؤولية رئاسة المكتب السياسي للحركة، بعد العام 2011، وتم تعيينه مستشارًا سياسيًا لرئيس الجمهورية في 24 سبتمبر 2014 بعد ثلاثة أيام من دخول الثوّار بقيادة أنصار الله إلى صنعاء.
أنتخب رئيسًا للمجلس السياسي الأعلى في 6 أغسطس 2016 ، وبدأ عمله في المنصب بعد أدائه القسم في مجلس النواب في 14 أغسطس 2016.
أصدر المجلس السياسي الأعلى بيان نعي، في يوم الإثنين 23 أبريل 2018، أعلن فيه مقتل صالح الصماد، وذكر بيان النعي، أن صالح الصماد قتل في مدينة الحديدة، وهو يقوم بزيارة ميدانية فيها، في يوم الخميس 19 أبريل 2018 ، إثر غارة لقوات التحالف – الذي يقوده النظام السعودي- على المدينة.
وجاء تأخر الحكومة الثورية اليمنية، عن إعلان مقتل الرئيس صالح الصماد، بعد حادثة الإغتيال بثلاثة أيام، لأسباب إجرائية بحثية، كان لها دور في كشف من كان وراء إعطاء إحداثيات، تواجد الرئيس الصماد في مكان حادثة الإغتيال، وقد كشف المتورطون وحكم عليهم بما يستحقون من جزاء.
وقد تلقّت النّبأ جهات عديدة مهتمّة بالشأن اليمني خبر الاغتيال، فسارعت الى ارسال برقيات تعزية مواسية الحكومة اليمنية الثورية والشعب اليمني، فبعث أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، برقية مواساة للمجلس السياسي الأعلى، أدان فيها ما وصفها جرائم النظام السعودي، في ارتكاب المجازر بحق الشعب اليمني المظلوم، مؤكداً أن اغتيال القادة السياسيين يعني الهروب من الحوار، والابتعاد عن دائرة المنطق والحلول السياسية، وأشاد بالدور البارز والمتميز للشهيد صالح الصماد، في مسيرة التطلع للاستقلال، والوحدة وشموخ الشعب اليمني المقاوم، مؤكدا أن الدّم الطاهر للصماد، برهن أحقية ومظلومية جهاد الشعب اليمني، وزيف مزاعم المسؤولين السعوديين.
بدوره استنكر الحرس الثوري الإيراني، على لسان المتحدث باسمه رمضان شريف، مقتل الصماد، قائلاً: إنه في زمرة المجاهدين الصامدين والساسة الأفذاذ في اليمن، وفي السياق، قدم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي العزاء للشعب اليمني، وأعضاء المجلس السياسي الأعلى باستشهاد الصماد.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة : بعث الأمين العام لجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أحمد جبريل :باسم الشعب الفلسطيني المجاهد، وباسم رفاقي خاصة في قيادة الجبهة، نبارك ونعزي الشعب اليمني وقيادة أنصار الله، باستشهاد القائد صالح علي الصماد، الذي عرف بشجاعته ولغته الوحدوية ورجاحة عقله، ودوره السياسي والميداني، في رد عدوان تحالف الإرهاب السعودي الصهيوني وملحقاته”. وأكد الوقوف إلي جانب الشعب اليمني، في مواجهة هذا البرنامج الصهيوني الأمريكي، الذي يهدف إلي تفكيك عوامل القوة في أمتنا، وضرب محور المقاومة”(1)
وكان الشهيد قد توعّد قبل عشرة أيام، زعيمة التحالف الإجرامي، بوابل من الصواريخ البالستية، قائلا: سيكون هذا العام بالستيا بامتياز، وأن السعودية لن تسلم من الصواريخ، مهما كثفت من منظومات باتريوت الدفاعية، وتحقق وعد القائد الصماد بعد رحيله، وما خشي منه النظام السعودي وقع فيه، ومن غباء الأنظمة العميلة، أنها تعتقد أن مجرّد التخلص من قائد مهم، سيربك حسابات أتباعه، وسيقرّبها من إضعاف قدرات الثوار اليمنيين وإخضاعهم.
وما لقيه الشعب اليمني من مؤامرات واستهدافات، لقي مثله الشعب الإيراني من أعدائه، من أجل إسقاط نظامه الفتيّ، لكن جميع المؤامرات سقطت، وبقي الشعب صامدا متحدّيا، بل ونجح في تحقيق ما صبا إليه من إنجازات، علمية وصناعية وسياسية مدنية وعسكرية، جعلته يحفظ قيم ثورته ونظامها الإسلامي، ويحوّل أعداءها من حال استهدافها، إلى حال مفاوضتها، وكلا البلدين يعيشان اليوم عزة المؤمن وكفاحه من أجل نيل حقوقه، وما ضاع حق وراءه طالب.
رحم الله الشهيد القائد صالح علي الصّماد، ورفع درجته في جنان الخلد، وانتقم من أعدائه بما اقترفوه بحقه وحق الشّعب اليمني، ذلك أنّ الله الذي حرّم الظلم على نفسه، لن يقبله من عباده.