كواليس السياسة: قلب تونس يضغط على النهضة ويستغل “محاصرتها” ودعوات في الحركة للعودة الى التيار وحركة الشعب

يظهر ان المفاوضات التي تجري حول تشكيل الحكومة في قصر الضيافة لم تعد هي الاساس حيث انتقل الثقل الى قبة باردو في البرلمان .

فما حصل يوم امس من اسقاط لمقترح صندوق الزكاة لم يكن في الحقيقة الا اختبارا دخلته النهضة لتقيس به حجم دعمها وقوتها في البرلمان والنتيجة انها فشلت وبالتالي اقتنعت بانه عليها اعادة خلط الاوراق من جديد والفصل في قرار نهائي.

ما حصل في البرلمان والذي سمي خلافا بسيطا بين النهضة وقلب تونس حول التسمية حيث ان حزب القروي طلب من الحركة تغييره واطلاق اسم آخر عليه لم يكن الا مناورة وسعي منه لإبراز قوته امام خصمه الذي يريد ان يحوله الى حليف وشريك.

هذه الرسالة وصلت الى حركة النهضة والى رئيسها راشد الغنوشي الذي اصر على عدم تغيير التسمية لكن هنا علينا الا نفصل مصير صندوق الزكاة عن مصير صندوق الكرامة .

ما حصل امس مثل جرس انذار للنهضة بكونها صارت مطالبة اكثر من أي وقت مضى بالفصل في خيارها واتخاذ القرار النهائي .

اما التوجه مباشرة نحو قلب تونس وايقاف مسعاه لتشكيل تحالف برلماني سيتعبها في المستقبل خاصة امام الرهانات الكبرى القادمة او وهو موقف شق في النهضة العودة الى الحلفاء الأكثر مصداقية ولو كانوا اكثر شروطا ونعني التيار الديمقراطي وحركة الشعب .

السؤال هنا: هل مازال الوضع يسمح للنهضة بان تعيد توزيع الاوراق؟

بالنسبة للزمن فلن يكون عائقا كبيرا لان مطالب التيار وحركة الشعب واضحة وقد كان الاتفاق يسير نحو اتمامه لولا تراجع النهضة بعد ان قبل التيار بوزارتي العدل والاصلاح الإداري وتحييد الداخلية .

لكن مجددا هل ستختار النهضة قلب تونس ام التيار ومعه حركة الشعب ؟

محمد عبد المؤمن

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!