كلمة الصباح / هل صار الغنوشي «مضرة» للنهضة

يتسم التعامل مع حركة النهضة بالنسبة لمن لا ينتمون اليها وتحديدا لمن لا يتبنون فكر الاسلام السياسي بخطابين مختلفين تماما الاول اقصائي كلي والثاني موضوعي .

بالنسبة للخطاب الاول يحمله جماعة اليسار الراديكالي وهو في حقيقته امتداد للصراع الطلابي في السبعينات وخاصة الثمانينات من القرن الماضي بل ان الوجوه تكاد تكون هي نفسها مع تغير الملامح فمن كانوا يتصارعون في الكومبيس او 9 افريل او غيرها من الكليات هم انفسهم اليوم الذين يتصارعون في المشهد السياسي.

الخطاب الثاني يجمع عدة الوان سياسية منهم يسار الوسط وليبراليون وبعض القوميين غير المتعصبين لمواقفهم وغير ذلك.

الاهم هو التركيز على النوع او القسم الثاني رغم ان هناك خطاب نهضاوي لا يفصل بين القسمين فهو يضعهم في سلة واحدة وكل من هو ليس معنا يكون ضدنا وهي معادلة غريبة واقل ما يقال عنها كونها متشددة واقصائية هي الاخرى.

في داخل النهضة هنا خطابان ايضا.

الاول براغماتي مصلحي يرى في الاخر خصما وعدوا ولا يقبل النقد ويتعامل مع المخالفين بمنطق الخصومة والتشويه بل وحتى العدو.

هذا الخطاب للأسف هو المسيطر داخل النهضة واي محاولة اصلاح داخل الحركة يئدها في المهد ويتصدى لها .

جماعة البراغماتية داخل النهضة هم المسيطرون وهم من دخلوا دائرة السلطة منذ 2011 ولا يقلقهم مطلقا توظيف ايا كان للمساعدة والاستغلال بل انهم اختاروا اسوأ ما انتج التجمع لضمهم لفريقهم .

فالتجمع والدساترة فيهم اشخاص قمة في النزاهة والوطنية ولم يتورطوا مع النظام السابق في الفساد لكن هؤلاء همشوا ولا حاجة للنهضة بهم ونقصد هنا جماعة التمسك بالسلطة.

بالنسبة للقسم الثاني فانه يعمل على الاصلاح ويدفع نحو ذلك ومم مستقبل النهضة الحقيقي لكنهم اليوم يخوضون معركة صعبة كثيرا ما تنتهي بتهميشهم او ابعادهم عن الحزب وعن دائرة القرار التي بقيت محصورة في الغنوشي وفريقه الرافضين للاصلاح الحقيقي.

هذه المعركة تؤجل الى حين انعقاد المؤتمر القادم رغم ان القسم الاول يدفع نحو عدم انعقاده لمواصلة السيطرة على الحزب موظفا الرمزية التاريخية لقائده الغنوشي وهو ما حصل في المؤتمر السابق الذي خولف فيه القانون الداخلي وتم التمديد له بفترة رئاسة جديدة لم تكن قانونية لكنهم وجدوا لها مخرجا .

الاصلاح اليوم داخل النهضة سيكون من داخلها ولا بد من الحسم لان المواصلة بنفس الاسلوب سيؤدي الى نتائج وخيمة أي ان الحركة مطالبة اليوم بمراجعات حقيقية لا مجرد شعارات ترفع يدرك اصحابها انفسهم انها غير صادقة .

 

صباح الخير

الجرأة نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!