دردشة يكتبها الأستاذ الطاهر بوسمة / تحية خالصة للقيروان بعيدها المجيد

وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ

وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ

تحتفل الامة الإسلامية عامة والتونسية خاصة بمولد سيد الانام الذي تغنت به كوكب الشرق السيدة أم كلثوم بالقصيدة التي كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي احتفاء بمولده عليه أزكى الصلاة والسلام.

تذكرت احتفالات مدينة القيروان التي كانت تقام من أقدم الزمان وتختص بها تلك المدينة الشريفة كل عام احتفاء بمولده عليه الصلاة والسلام بالاحتفال وتفتح ليلتها الجوامع والمساجد والمقامات وتنار الأضواء وترش روائح العطر في الطرقات وتفتح مساكن القيروانيين لاستقبال ضيوف تلك المناسبة للإيواء والإطعام والتزود بما لذ وطاب إكراما للرسول الأعظم وابتهالا بمولده الذي تشع فيه الفرحة والأنوار.

تذكرت تلك الأيام التي كنت واليًا على القيروان في سبعينات القرن الماضي وكم استقبلت من الضيوف الكرام الذين اعتنوا وشرفوا تبركا واحتراما.

كانت المرة الأولى التي احضرها بصفتي تلك وقد شرفها سنتها رئيس الجمهورية المرحوم الحبيب بورقيبة الذي قرر المقام فيها لأسبوعين وأختار تلك المناسبة التي صعد فيها على منبر جامعها المعمور مسجد عقبة ابن نافع نفعنا الله ببركاته.

كانت عادة حسنة ومستحبة تعودت عليها القيروان وازدادت بهجة بمشاركة أقطاب الدولة، ورأيت بالمناسبة رئيس الجمهورية الحالي قيس سعيد قد تعني وصلى صلاة الجمعة التي صادفت تلك الاحتفالات، وردد الأناشيد الأذكار مع الذكرين بتلك المناسبة السعيدة فازداد بذلك قربا واحتراما له من الشعب الذي كرمة وبايعه بالصندوق ليسهر على راحة التونسيين بإعانة من الله الذي بوأه لتلك المسؤولية الجسيمة وإنشاء الله نعينه عليها.

لم أشأ أن أبقى صامتًا بهذه المناسبة العظيمة التي حضرتها لست مرات هي مدة ولايتي على تلك الولاية الكريمة التي شرفتني بلديتها المحترمة باحتضاني ومنحي رتبة مواطن شرفي فيها اعترافا لي وتقديرا، وما زالت تلك الشهادة معلقة بمقر اقامتي مع غيرها من الأوسمة والإكراميات التي نلتها من عظماء هذه الدنيا تخليدا لتلكم الأيام المجيدة.

انها بدعة حسنة تعاد كل عام تخلدا لمولد رسول ألإنسانية الذي نشر الدين الإسلامي بأمر من الله الذي فضله علينا وبوأه المقام المحمود مع الرسل والأنباء وكان قدوتنا التي نقتدي بها في هذه الدنيا راجين شفاعته فينا يوم الحشر العظيم.

لذا بهذه المناسبة السعيدة أتقدم بتهاني الخالصة والعميقة لكل من يحتفل بهذه المناسبة بالقيروان وفي غيرها من البلدان راجيًا أن تكتب لنا وله عند الله من الحسنات.

وكل عام وأنتم بخير وصحة ونعمة لتحتفلوا بتك المناسبة الكريمة سنوات وسنوات وتونس في محبة ووأم.

تونس في11 ربيع الأول 1441الموافق ليوم 8  نوفمبر 2019

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!