يوميات مواطن صالح ” مرمضن” / حكاية… الوزير النائب اللص …

حدثنا محمود بن عياد عن مصطفى خزندار عن نسيم شمامة وهم من الثقات الذين يشهد لهم تاريخ  بر تونس بكامله بكونهم  علامات مضيئة في كتاب الايالة والعمالة وبيع الوطن لكن لمن يدفع أكثر.

لكن قبل أن نمر الى ما روي لنا من قبل هذا الثالوث الذي يمثل الوطنية بمعناها الحالي خير مثال علينا ان نعرج على  ملاحظة هامة او لنقل هي غير هامة فمن شاء عمل بها ومن لم يشأ ذلك لغاية في نفس يعقوب او أي اسم آخر فهو حر.

الملاحظة : نرجو الرجوع الى كتب تعريفات الاعلام او على الاقل الى الشيخ قوقل للاطلاع على السيرة العطرة الزكية لهذا الثلاثي حتى نفهم بعضنا ولا تضيع الفكرة وتتحول الى تكرة  والسلام عليكم .

 

نعود الى ما روي لنا حيث قال السيد المحترم جدا محمود بن عياد فيما نقله عن السيد الأكثر منه احتراما مصطفى خزندار عن الاكثر منهما معا ما قلنا السيد نسيم شمامة وهو من خيرة الصالحين بمقياس هذا الزمان قال:

كان في بر تونس سياسي عظيم هاج وماج يوما كون الباي قتل والده لكن قبل ان يصح بايا بل حين كان صاحب الشرطة .

صاحب الشرطة هذا من اصول تركية لذلك فعيناه زرقاوان وفي رواية اخرى خضراوان اما اسمه الحقيقي فهو منسوب الى النرجيلة وفق ما روى لنا احدهم والعهدة عليه.

نعود الى هذا الوزير الذي بعد ” طرح”- بضم الطاء-  من البكاء والنحيب حول والده الذي كان يتبع الطريقة اليوسفية وهم جماعة  ينسبهم البعض الى المتصوفة وبعضهم الى الأزارقة لكن وفق تقييم فرضه باي لمحال فانهم من الحشاشين وقد كانوا يريدونها ثورة وتمردا وفتنة وبما ان الفتنة اشد من القتل فقد قتل منهم خلق كثير منهم والد هذا الذي كان ينتسب للطريقة اليوسفية وفجأة انحاز الى بطانة الباي ونقصد باي لمحال وليس باي باردو لان الاخير كان حينها مسافرا .

بعد دخول البطانة والجوقة فان هذا الوزير تحول الى ملكي فغضب منه رفاقه وأخرجوه من طريقتهم وسموه متمردا عليهم وبعضهم قال بل هو اقرب للخيانة وبيع القضية .

بل ان احدهم قال في حقه: أيعقل أن يتحول الى جماعة غيرنا…ألم يكن كبيرنا الذي علمنا السحر؟

بمعنى آخر باع الطرح وباعها بلفتتة نسبة الى اللفت وهو نوع من الخضار لا يشترى الا ومعه الجزر فيتم استخدامهما معا وتلك قصة اخرى لن نرويها .

 

نعود الى الوزير الذي نتحدث عنه والذي صار دخوله في بطانة باي لمحال “مبروكا” عليه.

هنا علينا ان نؤكد ونصر كون الصفة لا علاقة لها بالمسمى بل ان كل تطابق او تماثل هو من وحي الخيال وهو صدفة …ونحذر من الاصطياد في الماء العكر وتشويه الشرفاء على غرار مصطفى خزندار وبن عياد ونسيم شمامة وغيرهم .

بسرعة كلف بأن يضرب الفاسدين الذين نهبوا ارض الايالة مهما كانوا ومهما علا شأنهم ولا يرحمهم ابدا .

للحقيقة فان هذا الوزير بذل جهدا كبيرا في محاربة أعداء الباي وأعداء الايالة وبما انتهم اعداء الباي فهم اذن اعداء الله ويمكن انتزاع املاكهم فهي مباحة وحلال . حلال… بفتوى من مفتي الباي شخصيا الذي يقول كلمته ولا يخاف في الله لومة لائم …مع استثناءات بسيطة وهي انه يخاف من الباي وممن حول الباي .

المهم ضاع والد الوزير الذي عين…و لم يعد يتحدث عنه احد بل هناك من يقول كونه حبس في السجن الرومي لأنه من المتمردين .

بعد فترة غادر الوزير الوزارة وعين مستشارا للباي ومن يعين مستشارا للباي تكون له حصانة  ولا يمكن لقاضي القضاة ان يدعوه لمحاسبته او مساءلته فالباي هو خليفة الله في الارض ومستشاره هو خليفة خليفة الله بالتالي فهو لا يعاقب وفق ما اقره مفتي الديار .

وفق ما ترويه الأخبار ايضا فان ضياع الوالد الذي هو من الطريقة اليوسفية لم يترك بلا عقاب ولا حساب كما يتم تداوله في المجالس  بما فيها مجالس اللهو والطرب بل ان نجله انتقم شر انتقام وعوض عنه بأشياء كثيرة سميت الدية لكن هذه الدية لم يدفعها من قال انه اختطف والده أي الباي ولا صاحب شرطته الذي عين فيما بعد باي لمحال بل اخذها في غزوات وغارات سبايا جميلات وغنائم لا تحصى لكنها تعد.

بل ان الوزير الذي صار نائبا عفوا صار مستشارا للباي فحينها لم يكن هناك نواب غزا  قلب فرنسا باريس واحتل بناية ضخمة اطلق عليها اسم بر تونس ليؤكد وطنيته وانه يفعل كل هذا من اجل الوطن. بل انه دفع ثمنها من أموال الوطن ليؤكد حبه للوطن.

 

لكن مع كل هذا حرنا وحار دليلنا من هو الوزير النائب… اللص… الذي تحدث عنه مرصد رقابة  الذي يديره الدايمي أفندي ورفاقه ؟
الجواب صعب حقيقة…

 

أيا رمضانكم… مبروك .

وكر عام… نقصد كل عام… وانتم بخير

 

محمد عبد المؤمن

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى