يوميات مواطن صالح “مرمضن” / أمير المؤمنين وخليفة المسلمين يعمل هيئة لشن الحرب على الفساد في بر تونس يترأسها ” بابا غنوش”
هذه الأحداث حقيقية وتمت للواقع بكل صلة وأي تشابه في الأشخاص أو الأحداث مقصود ومع سابق الاضمار والترصد.
كتب محمد عبد المؤمن:
حدثنا صالح الطالح عن عبد القدوس عن جده عن عمته وهي معروف عنها بين الرواة كونها ليست من الثقات وان رواياتها جلها منتحل وموضوع و أحاد أنه في عهد أمير المؤمنين ويسمى ايضا بخليفة المسلمين حتى يجمع خير الدارين .دار الدنيا ودار الآخرة والتي تبقى غير مضمونة والله أعلم.
قلنا انه في عهد امير المؤمنين بطوعهم او رغما عنهم وصل خبر من بلاد العجم انهم ابتكروا امرا أحدث لغطا كبيرا وهو انهم كونوا جمعا من ثقات قومهم لإعلان الحرب على العيارين والسارقين والمارقين وأصحاب السوء ومن امتهنوا الحرابة وقطع الطرقات ومهاجمة القوافل وسبي النساء .
حضر الوزير الاكبر الى حضرة امير المؤمنين فاستأذن في الكلام فأذن له فقال:
أيها الأمير ظهر نجمك وبان سعدك ورحمة الله تتبعك وبركاته عليك وعلى آلك يا خير من تقلد الامارة وزين كرسي الخلافة ولم يتزين به.
اعجب الخليفة بكلام وزيره فهو له كالبلسم على الجرح والماء على النار وقال : اجلس يا وزيرنا وحدثنا عما يحصل في بلاد العجم فقال له:
يا مولاي وتاج رأسي ان ما يحدثه العجم وهم كفار هو بدعة من البدع التي ما انزل الله بها من سلطان فعن أي فساد يتحدثون وعن أي عيارين و لصوص في ارض الخلافة التي اسبغ الله عليها الامن والامان يتحدثون فهنا يعيش الانسان في عهدكم المبارك وقد قال الشاعر قديما:
قم للخليقة وفه التبجيلا …كاد الخليفة ا يكون رسولا.
وواصل درره الكلامية ومعادنه اللفظية فقال:
يا امير المؤمنين : لقد قمنا قبل سنوات بإذن منك وبركتك وتحت ظل سموك وتوجيهاتك بتعيين أبا الطبيب شوقي على رأس جمع من علماء الامة وثقاتهم حتى يعدوا لك تقريرا مفصلا عن وضع العدل في مملكتكم وفي زمن خلافتكم المباركة وقد انتهى عملهم ورغم ما بذلوه من جهد ومشقة فانهم تأكدوا ان عصركم الذهبي فرض فيه العدل والنزاهة والشفافية .
وبعد انجاز المهمة ورفع البلية فقد امرنا بعد مشورتك واذنك منح كل هيئة ابا الطبيب شوقي مكافآت رمزية وهدايا شكلية لا تزيد عن بعض الدور والقصور والجواري والغلمان واكياس قليلة من الذهب وطلبنا منهم الا ينسونا بدعائهم المبارك المستجاب لنقاوة سريرتهم ونظافة ايديهم.
اعجب الخليفة بوزيره وإنجازاته وامر له بعدد لا يحصى من اكياس الذهب والجواري والغلمان والبساتين واشياء اخرى قيل انها من ضمن أسرار الدولة .
فتناكم بالكلام في خضم هيئة الفساد عفوا مكافحة الفساد التي امر بإنشائها الخليفة والتي اشرف عليها وزيره الاكبر وانتهى عملها بالتأكد كونه لا يوجد فساد فانه تم بعث مجلس مهم سمي مجلس الاعيان وعلية القوم حتى يحاسب من ينشرون الفتنة بين الامة .
هذا المجلس ضم عديد الاسماء ممن ذاع صيتهم في النزاهة ونظافة اليد والساقين ايضا منهم الشيخ الغنوشي ويسمى عند اهل الحضر ببابا غنوش وهو شيخ قنوع رغم قربه من السلطان وتقلده لأكبر المهام والمناصب فانه يعيش في زهد لم يرى له مثيل بل يحكي مريدوه كونه لا يأكل غير خبز وزيتون وأحيانا البطاطا .وهذا للأمانة . ذكروا هذا ثم اغرورقت أعينهم بالدموع.
منهم ايضا الشيخ الوقور المحترم ابا محسن مرزوق وهذا الشيخ نسجت حوله حكايات كثيرة فالبعض يشبهه بابن بطوطة وآخرون بابن فضلان وقيل انه كان رحالة معروفا جال الكثير من مناطق العالم وخاصة ما يسمى بالجنات الضريبية .
يقال انه زار بنما ودبي والسيشال وحتى جزر واق الواق وله مغامرات وروايات كثيرة وعجيبة لكننا لن نرويها .
في هذا المجلس هناك ايضا الشيخة عبير بنت موسي والبعض يرجع نسبها الى قبيلة زغراطة وهي من بطون معروفة لكن وفق ما يرجحه المؤرخون فان جذوة هذه القبيلة تعود الى ارم او عاد والله اعلم.
شخصية أخرى تم تعيينها في هذه الهيئة عفوا مجلس الأعيان وهي الشيخ شرف الدين بن رضاء .
وهذا الشيخ من المباركين وله كرامات كثيرة تروى عبر الأمصار بل ان قومه الذين نادى فيهم يوما يدعوهم الى الايمان يعتبرونه وليا صالحا وله معجزات .
من هذه المعجزات انه تعرض في يوم وللحقيقة فقد كان صائما فقد عرف عنه كونه صوام قوام قلنا ان الرواية تقول انه تعرض لهجوم من قطاع الطرق او هي غزوة من العجم واطلقت نحوه زهاء ثلاثين او اربعين سهما دفعة واحدة لكن الملائكة كانت تحرسه وخرج من الغصرة كيوم ولدته امه ومن يومها اقسم بأغلظ الايمان بأنه سيواصل في نفس الطريق والله على ما نقول شهيد.
الشخصية الاخرى التي تم تعيينها في هذا المجلس المبارك هو الشيخ ابا ناجم غرس الله وللشيخ كرامة ايضا حباه الله بها وهي انه يمتلك قبعة التخفي أي انه يظهر متى شاء ويختفي متى شاء وسبحان الله الذي يخفي من يشاء ويظهر من يشاء .
الشيخ ابا ناجم غرس الله وفي رواية اخرى الغرسلي مصنف كونه من السبعة المبشرين والبعض يقول كونه رفع ولم يختفي وانه سينزل يوما ليملأ بر تونس بالخير والبركة والامان .
محمد عبد المؤمن
يتبع