وضعية مخالفة للمرزوقي وقائد السبسي: كيف ستتعامل النهضة مع رئيس له شرعية الانتخابات والاجماع الشعبي
جانب آخر يمكن طرحه في العلاقة برئيس الجمهورية الجديد يتعلق بكيفية التعاطي بين رأسي السلطة التنفيذية.
فالنهضة هي الفائزة في الانتخابات التشريعية لكنه فوز منقوص أي انه منحها الشرعية لكنه لم يمنحها المشروعية باعتبار ان من صوتوا لها او لصالحها لتكون الحزب الذي سيشكل الحكومة ضمن ائتلاف في حدود 400 ألف شخص.
بالتوازي مع هذا فان رأس السلطة التنفيذية الثاني أي رئيس الجمهورية صارت له الشرعية وايضا المشروعية حيث تجاوز من صوتو ا له 3 ملايين شخص اضافة الى كونه تصويت للفرد لا لحزب او قائمة.
هذا الوضع قد يطرح اشكالات الان ومستقبلا اهمها كيف ستكون العلاقة او طبيعتها بين النهضة ورئيس الجمهوسية قيس سعيد؟
نطرح هذا لان الوضعية اختلفت عما كانت عليه سابقا ان كان بعد انتخابات 2011 حيث تم اختيار المنصف المرزوقي ليكون الرئيس او بعد انتخابات 2014 حيث تم انتخاب الباجي قائد السبسي ليكون هو الرئيس.
في الحالة الاولى لم تكن هناك شرعية انتخابية للمرزوقي بل كان رئيس جمهورية لان النهضة وافقت على ذلك لا غير .
اما في 2014 فان الباجي قائد السبسي فاز بالانتخابات لكن بنسبة تجاوزت الخمسين بالمائة بقليل أي انه مدعوم من نصف الشعب فقط وهذه الشعبية تآكلت مع الوقت.
حاليا هناك وضع مختلف وهو ان الرئيس الجديد فاز بنسبة تتجاوز ال70 بالمائة وهناك دعم شعبي كبير له اضافة الى كونه غير مصنف ضمن تيار او حزب فمن صوتوا له متنوعون بين يمين ويسار وقوميين ومحايدين أي غير متحزبين او متأدلجين.
كل هذا يعطي رئيسا ذو مشروعية اضافة الى الشرعية بل هي تفوق ما لدى الحزب الحاكم ما يعني انه أي النهضة لن تستطيع التعامل معه مثلما تعاملت مع الرئيسين السابقين فهو ليس في حاجة لكسب شرعية منها بل لعل العكس هو الصحيح.
محمد عبد المؤمن