وائل كفوري في قرطاج: هل حقق المهرجان نجاحاً مالياً أم تحمل خسائر؟
وائل كفوري هو بلا شك من أبرز الفنانين العرب الذين يتمتعون بصوت جميل وأغاني راقية. العديد من الموسيقيين المحترمين أكدوا أن وائل لا يستخف بجمهوره ولا يستسهل الغناء، مما جعل نجاحه ليس مجرد صدفة أو موضة عابرة، بل هو نتيجة جهد وعمل دؤوب.
لكن هناك جانب آخر من حياة وائل الفنية يتعلق بالأجور التي يتقاضاها، حيث يُعتبر من بين أغلى الفنانين العرب. يأتي بعد عمرو دياب من حيث الأجر، حيث طلب عمرو 280 ألف دولار للغناء في مهرجان قرطاج، وهو مبلغ يُعدّ تعجيزياً لتونس رغم أنه يحصل على أكثر منه في الخليج ولبنان. وائل كفوري، بدوره، طلب 180 ألف دولار بدون نقاش عندما تواصل معه متعهدون توانسة خواص، مما جعل كلفة تنظيم حفل له تقترب من مليار تونسي إذا ما أُضيفت المصاريف الأخرى.
هذه التكاليف العالية جعلت المتعهدين التونسيين يتراجعون عن فكرة برمجة حفل لوائل كفوري في تونس، معتبرين أن هذه مغامرة تجارية قد تكون خسائرها لا تُحتمل، إلا إذا بيعت التذاكر بأسعار تتراوح بين 300 و500 دينار. بالمقارنة، أجر وائل كفوري يُعدّ أكثر بثلاث مرات من أجر راغب علامة في تونس، الذي يبلغ حوالي 60 ألف دولار.
الجدير بالذكر، أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل استطاع مهرجان قرطاج تحقيق نجاح مالي وتجاري من خلال برمجة وائل كفوري؟ وما هو الأجر الذي تم التعاقد معه عليه؟ إذا كانت الأرقام مرتفعة كما هو الحال في الأجور الأخرى، فإن تحقيق الربح سيكون صعباً للغاية، إلا إذا تضاعفت طاقة استيعاب المسرح أو ارتفعت أسعار التذاكر إلى مستويات تعجيزية.
المهرجان، بوصفه ينفق من المال العام، مطالب بكشف الأجور التي دفعها والمردود الذي حققه. ليس من الضروري أن يكون ربحياً في العروض الثقافية، لكن يجب عليه تحقيق التوازن وتجنب المخاطرة، خاصة عند الدفع بعملات أجنبية مثل الدولار.