منوبة: متساكنو شواط يصافحون الموت يوميا عبر جسر من القصب (فيديو)

تختلف معاناة بعض التونسين من جهة إلى أخرى، فمنهم من يشتكي قلة ذات اليد وأخرون يفتقرون لأبسط مقومات العيش كالماء والكهرباء، وفئة أخرى تعاني من البطالة والتهميش، فيما تختلف معاناة منطقة منزل عمر بجهة شواط التابعة لمعتمدية الجديدية من ولاية منوبة، عن باقي المشاكل التي ذكرناها، حيث يصافح متساكنو هذه المنطقة الموت يوميا، صباحا مساء، من خلال العبور فوق جسر صنع من القصب والحطب.

وتبعد الجهة عن مركز الولاية منوبة، 20 كلم، وعن تونس العاصمة تقريبا 27 كلم، وهي ليست بالمسافة البعيدة التي تجعل الدولة تتنصل عن دورها في تهيئة الطرقات وتأمين تنقل الأفراد، وحمايتهم من المخاطر التي قد تتهدد حياتهم.

هو جسر صنعه متساكنو الجهة، ليتمكنوا من عبور وادي مجردة، ويرتكز أساسا على الحطب، وهو غير محمي ويشكل في كل مرة يعبرون فيها، خطرا محدقا بحياتهم، ولكن ما باليد حيلة، فضروريات الحياة اليومية التي يعيشونها تجبهم على عبور ”الجسر” لقضاء شؤونهم، باعتباره طريقا مختصرة.

وليس العبور حكرا على الرجال أو النساء بل هو ممر يعبره الأطفال أيضا، للذهاب إلى مدارسهم، وقد يتحول الطريق في لحظة ما، من فرصة للنجاة إلى موت محقق، خاصة وأنه مبني فوق وادي مجردة، الذي قد يرتفع منسوب الماء فيه عاليا بسبب نزول الأمطار، خاصة ونحن في فصل الشتاء.

وكما تظهر لقطات الفيديو المصورة، فإن الجسر يمثل خطرا أكثر منه أمانا، فعند العبور فوقه يتمايل يمنة ويسرة، ويحاول المواطن العابر فوقه، ايجاد توازنه حتى لا يسقط في الوادي، وفي كلتا الحالتين فإن حياته مهددة.

هذا وذكر أحد متساكني الجهة أن السلطات المحلية على علم بالجسر ولكنها ارتأت احداث طريق وحافلة لنقل متساكني الجهة، بدل انشاء قنطرة تتوفر فيها شروط السلامة للعبور من وإلى الضفتين.

ومن المؤكد أن الصور أبلغ من أي وصف للمعاناة اليومية التي يعيشها متساكنو منطقة منزل عمر بشواط، على أمل أن تتحرك السلطات وتنقذهم من العذاب والموت الذي يترصدهم في كل لحظة عبور من فوق هذا ”الجسر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى