من بورقيبة الى قيس سعيد: رؤساء تونس بين الزعيم فالمستبد فالمثير للجدل

مر على تونس منذ الاستقلال عدة رؤساء اولهم الحبيب بورقيبة الزعيم الوطني وآخرهم قيس سعيد وهو اول رئيس مستقل يصل قصر قرطاج في انتخابات تقدم اليها كمستقل.

هذا الزمن الطويل بالسنوات القصير بمقياس التاريخ عرف تحولات كثيرة وكبيرة بل لا نبالغ ان قلنا ان تونس حصل فيها انقلاب كلي لكنه على مراحل فإلغاء النظام الملكي أي حكم البايات كان مرحلة اعقبتها مرحلة الجمهورية الأولى والتي كانت فترة بناء الدولة الحديثة والقطع مع النظام الاجنبي حيث ان الحكام كانوا من اصول تركية.

مع سنة 1957 رجعت تونس لأهلها وبات الحكم وطنيا ومعه بني وعي جديد وامل جديد لكن مع الوقت بان ان هناك رهانات تم تحقيقهاو رهانات اخرى فشلنا فيها كتونسيين وهي الديمقراطية والحريات .

لكن مع هذا فان فترة بورقيبة مهمة جدا لأننا لا نستطيع فصلها عما حدث في 2011 أي الثورة وما بعد ذلك أي ان المشروع البورقيبي  يثمر اليوم.

المرحلة الثانية كانت حكم “العسكري” في تونس أي اننا انتقلنا من النقيض الى النقيض من الزعيم المثقف الحبيب بورقيبة الى حاكم شبه جاهل هو بن علي الذي حكم تونس بالقمع والتخويف .

بعد الثورة مرت على تونس فترات صعبة حيث راينا رئيسا يبقى لساعات من دون اداء يمين ونقصد محمد الغنوشي ليأتي بعده رئيس معين وفق ما ينص عليه الدستور وهو فؤاد المبزع الذي لم تكن له أي سلطات بل هو اشبه بصورة رئيس.

بعد انتخابات 2011 تواصلت وضعية الرؤساء غير المنتخبين مع المنصف المرزوقي الذي عين من قبل الائتلاف الحاكم ومعه خلقت ازمة رئاسة حيث لم ترمم العلاقة بين الشعب والرئيس ما ادى الى المس من هيبة الرئاسة وقد ساعد على ذلك اخطاء اتصالية وغيرها ارتكبها الرئيس المعين اضافة الى جانب اخر وهو استهدافه من قبل اعلام غير محايد وتشويه صورته.

المرحلة الموالية كانت مرحلة الشرعية الانتخابية حيث اجريت انتخابات فاز فيها الباجي قائد السبسي بنسبة تتجاوز 50 بالمائة بقليل أي ان نصف الشعب فقط اختاره لذلك كان له معارضين كثر لكنه كان مدعوما من النظام القديم اساسا .

هذه الشرعية تواصلت مع الرئيس الموالي لكن انضافت اليها المشروعية الشعبية مع قيس سعيد حيث حصل على اكثر من 70 بالمائة من الاصوات وهي نتيجة قل ان نجدها في انتخابات نزيهة.

هذه المرحلة لا يمكن الحكم عليها بعد لكن يمكن الحديث عن مؤشراتها حيث ان المشروعية التي وراء الرئيس الجديد تعتبر حالة نادرة بالتالي السؤال: هل سيتم استثمارها بالشكل المطلوب حتى لا تتبخر مع الوقت؟

هذا هو السؤال المهم: فأي شعب تحكمه الانجازات والرأي العام قابل للتغير في فترة وجيزة لكن هذا لا يعني تحويل تونس الى سنغفورة فجأة بل التونسي حاليا في حاجة الى مؤشرات تحيي فيه الأمل.

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى