مفاوضات “سرية” بين الشاهد والزبيدي وصفقة في الأفق
تدور وفق مصادرنا هذه الفترة مشاورات ومحادثات بين حزب “تحيا تونس” الذي يترأسه يوسف الشاهد وعبد الكريم الزبيدي .
هذه المفاوضات بدت مستغربة ومفاجئة باعتبار ان فترة الحملة الانتخابية الرئاسية السابقة لأوانها شهدت خلافات حادة بين الطرفين وصلت حد القطيعة.
بالتالي فما الجديد الذي قرب بين الخصوم وحتى الاعداء وجعلهم يجلسون معا ثم على ماذا وحول ماذا تدور حواراتهم ومفاوضاتهم؟
لا يمكن بأي حال من الاحوال استبعاد ما آلت اليه نتائج الانتخابات الرئاسية والتي اخرجت الطرفين من اللعبة بشكل كامل بل الأكثر من هذا عرت صورتهما كون ما يتحدثان عنه ويروجانه من شعبية كبيرة يمتلكانها كان مجرد وهم عاشاه منفصلين وأقنعا به انصارهما لتنكشف الحقيقة كون من لم يعيروه اهتماما وهو المترشح المستقل قيس سعيد تجاوز كونه فاز عليهما بل تركهما وراءه بكلمترات.
من هنا فان السبب الاساسي هو الرغبة في التوحد أي ان المصلحة جمعتهما معا لإصلاح ما يمكن اصلاحه وترميم الوضع قبل الانتخابات التشريعية القريبة والتي دخلت في مرحلة الحملة الانتخابية.
العنوان العريض لهذا التقارب الذي لم يعلن رسميا ببيان او بلاغ هو توحيد ما يسمونه العائلة الوسطية الديمقراطية لكن هذا العنوان لوحده لن يكفي وليس الوحيد.
منطق الصفقة
كل تقارب او تباعد بين السياسيين له اسباب وارضية وايضا اهداف .
الاسباب عرفناها وهي الاقرار بالفشل والضعف منفردين.
اما أرضية اللقاء فهي تحقيق المصالح أي النجاعة والسياسية ليس فيها صديق دائم او عدو دائم بل العدو هو الفشل والصديق هو النجاح والوصول الى السلطة.
من هنا فان الطرفين ادركا ان التشتت سيزيدهما ضعفا وان الوقت لم يعد في صالحهما ونتائج الانتخابات التشريعية قد تحيلهما على “التقاعد” السياسي معا .
هذه المعادلة الجديدة فيها النهضة لكن بالغياب أي هما يدركان كون النهضة حتى وان ضعفت وتراجعت الا ان لها خزانا وفيا سيبقى يصوت لها بالتالي فان وجودها في السلطة التشريعية مضمون حتى وان كان غير المضمون بقاء قوتها كما في انتخابات 2014.
من هنا فان كلاهما يبحث عن قشة الانقاذ وفي هذا يجتمعان ويتجاوزان الخصومة ويدخلان في مفاوضات .
لكن هنا لا بد لهما من تحديد مواقفها من جملة من الامور وفي مقدمتها أي مرشح سيدعمان في الانتخابات الرئاسية سعيد ام نبيل القروي .
الثاني هو الموقف من النهضة وكيف ستكون العلاقة معها بعد الانتخابات.
الأمر الثالث وهو الاهم والاخطر كيف سيقنعان “الماكينة” التي دعمتهما في الانتخابات الرئاسية بمواصلة ذلك وايضا ضمان كونهم لن يخفقوا مجددا.
من هنا فان المطروح والوارد ان أي اتفاق لن يخرج عن صفقة تبرم بين الطرفين .
محمد عبد المؤمن