معز بن شريفية :” لو وصلني عرضا سأغادر الترجي “
يُعَدّ معز بن شريفية، أحد أفضل الحراس في تاريخ كرة القدم التونسية، بفضل مسيرته مع منتخب “نسور قرطاج”، ونادي الترجي الرياضي الذي حقق معه العديد من الألقاب، أهمها دوري أبطال أفريقيا، ثلاث مرات، مع أن حامي العرين عاش فترة عصيبة، بسبب الانتقادات التي جعلته يفقد مكانه الأساسي، لمصلحة زميله صدقي الدبشي، وقبله للحارس فاروق بن مصطفى، قبل إصابته بالرباط الصليبي.
وتحدث الحارس معز بن شريفية لـ”العربي الجديد” عن الفترة الصعبة التي يعيشها، ومستقبله مع الترجي، بالإضافة إلى كشفه عن سبب خروج فريقه من أبطال أفريقيا.
أصبحت تجلس على مقاعد البدلاء.. ما دورك مع الترجي الآن؟
عندما تنزل إلى الميدان بقميص الترجي، فإنك تنسى كل شيء حولك إن لعبت أو لم تلعب. الهاجس الأول فوز النادي في المباريات، وتشجيع بقية اللاعبين على القيام بمردود كبير، خاصة أني أعتبر نفسي من قادة الفريق. لذلك، من البديهي أن يكون تأثيري إيجابياً بالمجموعة، وأتمنى أن أكون قد ساعدت بما أستطيع القيام به.
ما سبب الهزيمة أمام وفاق سطيف والخروج من أبطال أفريقيا؟
الخروج من أبطال أفريقيا ألخصه في كلمة وحيدة، هي أن الحظ لم يكن إلى جانبنا، وفي هذه المباريات عندما تريد التأهل وتأتيك الفرصة في مباراة الذهاب، يجب عليك استغلالها. لذلك، فقد أضعنا التأهل منذ المباراة في الجزائر، التي أضعنا فيها فرصاً عديدة وسهلة للتهديف.
هل تشعر بالحزن لاستبعادك عن التشكيلة الأساسية للترجي؟
هذه ضريبة أن تكون قائداً في الفريق، لن يتحمل مسؤولية الخروج من دوري أبطال أفريقيا لاعب شاب في بداية الطريق، أتقبل ذلك بصدر رحب، رغم أنّ من الطبيعي أن تكون لي الرغبة في أن أستمر باللعب لتحقيق أهدافي التي رسمتها في مسيرتي الكروية، وأهمها المشاركة مع المنتخب الوطني في كأس العالم القادمة في قطر نهاية العام الحالي، لكن تلك هي أحكام كرة القدم، لا يمكن اللاعب إلا أن يتقبلها.
هل تفكر في مستقبلك مع الترجي؟
في كرة القدم لا يوجد أي شيء مضمون. اليوم لا تلعب، لكن غداً تجد نفسك في الملعب. أستطيع أن أقول لك اليوم إنني سأغادر، لكن يمكن أن ينقلب كل شيء لأي ظرف ما يمكنني من اللعب وتقديم مباراة مميزة، فتتغير الأمور. لا يزال عقدي متواصلاً مع الفريق، لذلك فمستقبلي بيد الترجي الرياضي التونسي، رغم أنني أستطيع أن أصارحك بأنني لا أملك أي عرض، مع أنه خلافاً لذلك، لا أتصور أن يعارض فريقي خروجي في حال وصول عرض مناسب، خاصة أنني أطمح إلى أن أكون مع منتخب تونس في مونديال قطر… تقريباً المسابقة الوحيدة التي تنقص مسيرتي التي فزت فيها بجميع الألقاب.
هل أصبحت مشاركتك في مونديال قطر بعيدة؟
لا، كل شيء ممكن. لا تزال هناك أشهر تفصلنا عن كأس العالم، ومن هنا إلى ذلك الحين سيتغير العديد من المعطيات، خصوصاً أننا سنكون مقبلين على موسم جديد وتحضيرات جديدة، وسيعود الجميع إلى النقطة الصفر. قبل مونديال روسيا 2018، كنت موجوداً في جميع المعسكرات الخاصة بمنتخب تونس قبل البطولة، وطوال التصفيات، لكنني لم أخض البطولة، لم لا تنعكس المسألة في مونديال قطر وأخوض البطولة رغم غيابي عن المنتخب في الفترة الأخيرة؟
تعرضت لانتقادات حادة، هل أسهمت مواقع التواصل بابتعادك عن المنتخب؟
لقد تغيرت كرة القدم كثيراً، وأصبح تأثير الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي كبيراً، حيث سعت بعضها لتشويهي، ووقعت ضحية لها. كذلك قد يكون تقصيراً مني لكوني لا أتكلم عن حقي عندما لا تُوجَّه الدعوة إليّ، وأتقبلها بكل صدر رحب، بل وأتصل بجميع الحراس المنافسين لتشجيعهم. لقد رفضت أن أحتج احتراماً لزملائي، لأنه قد تنقلب الأمور وتجري دعوتي للمنتخب، رغم أنني لا أنكر أنني تألمت كثيراً بابتعادي عن المنتخب، لكنني تقبلت الأمر بكل صدر رحب، لأن الباب دائماً مفتوح أمامي لمنتخب تونس.
وعلاوة على ذلك، فإنه لحسن الحظ أتلقى اتصالات مستمرة من الجهاز الفني والإداري، وأخص بالذكر رئيس الاتحاد التونسي وديع الجريء، للرفع من معنوياتي، وإطلاعي أنني دائماً في حساباتهم، كذلك يشرحون لي أسباب تفضيل الحراس الآخرين على بن شريفية، وهو ما احترمتهم فيه كثيراً.
ما رأيك في الحراس الأربعة الموجودين في منتخب تونس؟
لدينا العديد من الحراس بصدد تقديم عام مميز من جميع النواحي، بشير بن سعيد وأيمن دحمان لديهما عامان مع المنتخب، وأصبحت لديهما الخبرة اللازمة. بالنسبة إلى زميلي في الترجي صدقي الدبشي، فإنني أقدم إليه التهنئة بهذه الدعوة التي يستحقها، بالنظر إلى ما قدمه طوال مرحلة التتويج في الدوري التونسي لكرة القدم. أما بالنسبة إلى إلياس الدامرجي، فقد سبق له أيضا الانتماء إلى الفئات السنية في منتخب تونس، وهو يملك إمكانات كبيرة. حتى من لم توجه لهم الدعوة، فهم حراس مميزون مثل حارس النجم الرياضي الساحلي، علي الجمل. كذلك حارس اتحاد بن قردان، الشاب نور الدين الفرحاتي، لديه أيضاً إمكانات جيدة، وبالتالي لا أشاطر الرأي الذي يتحدث عن أزمة حراس مرمى في تونس، فقط ما ينقصنا هو ثقة الجماهير التونسية.
ما رأيك بزميلك صدقي الدبشي؟
في كرة القدم لا يوجد حارس شاب، فقد خضت أول مباراة لي في سن 17 عاماً ضد الاتحاد المنستيري عام 2009. لا يمكن أي لاعب أن يتحسن إلا بالمباريات. فقط الدبشي يحتاج للوقت والثقة. لذلك، أتوجه للجمهور بتركه يلعب ويخطئ قبل اتخاذ الحكم النهائي بشأنه، فحارس المرمى من البديهي أن يخطئ ويتعلم من أخطائه حتى سنّ الأربعين، وخير دليل على ذلك تصريح بوفون سابقاً مع نادي بارما بتأكيده أنه لا يزال في هذه السن (44 عاماً) ويتعلم.
كيف ترى حظوظ المنتخبات العربية في كأس العالم؟
لا أخفيك سراً عندما أصارحك بأن منتخب تونس هو الأقل حظوظاً في البطولة بين جميع المنتخبات العربية. فمنتخب المغرب يملك لاعبين مميزين يلعبون في أفضل البطولات العالمية. أيضاً المنتخب السعودي يملك فريقاً مميزاً بفضل الدوري القوي الذي يملكه. المنتخب القطري لديه سنوات بصدد تكوين المنتخب الحالي، وقد قاموا بتحضيرات على أعلى مستوى مع منتخبات أوروبية قوية وأخرى من أميركا الجنوبية، لكن رغم ذلك يمكن المنتخب التونسي الفوز ببعض المباريات، مع قيامه بتحضيرات قوية، علاوة على تدعيم الفريق بمواهب قوية تنشط في أوروبا، فإننا قادرون على التألق.
بين تونس والمغرب وقطر والسعودية، أي منتخب عربي ترشّح للذهاب بعيداً في كأس العالم؟
أرى المنتخب المغربي. لديه كل الإمكانات اللازمة للتألق، رغم أنّ في الميدان حقيقة أخرى وكرة القدم لا تعترف بالتوقعات.
لقد واجهت الثنائي الأفضل عربياً، محرز وصلاح.. من برأيك الأفضل؟
لكل لاعب منهما طريقة لعبه الخاصة، فمحرز فنياً أفضل من صلاح، رغم أن صلاح يتميز بالنجاعة أمام المرمى.
يرى بعضهم أن المساكني كان قادراً على رسم ذات المسيرة لنفسه على المستوى العالمي، ما رأيك؟
يوسف هو القلب النابض لمنتخب تونس، فعندما يتحرك المساكني يتحرك نسور قرطاج، حتى بالعودة إلى تاريخ اللاعب في المنتخب، فقد كان النمس (لقب اللاعب) السبب الأول في تأهل تونس إلى كأس العالم بروسيا عام 2018، بفضل أهدافه وتمريراته الحاسمة لزملائه. أتمنى أن تبتعد عنه لعنة الإصابات حتى يتمكن من تحقيق حلمه بالمشاركة في المونديال. في المحصلة، يوسف المساكني أفضل من محرز وصلاح، وهو ما يمكن أن يؤكده جميع المختصين في كرة القدم. لكن الاختيارات، والعمل المضني لمحرز وصلاح، هما اللذان صنعا الفارق لهما من أجل بلوغ ما وصلا إليه اليوم.
هل يمكن أن تكون كأس العالم بقطر النسخة الأفضل في التاريخ؟
لقد عشت كأس العالم للأندية في قطر، قبل تدشين الملاعب الجديدة، وتحدثت مع أصدقائي غيلان الشعلالي ومحمد علي بن رمضان ومحمد أمين بن حميدة بخصوص البطولة العربية، لقد كانوا مبهورين حقيقة بالملاعب وحسن التنظيم. أما بالنسبة إلينا كتونسيين، فإن الشيء الإيجابي أننا سنخوض البطولة كأننا في تونس، بالنظر لعدد الجماهير التي ستشجعنا، والتي سيبلغ عددها نحو 30 ألفاً أو 40 ألفاً في كل مباراة، لذلك سيكونون حافزاً للاعبين من أجل التألق حتى ضد الفرق الكبرى، كما فعلوا تماماً في البطولة العربية، التي صنعوا خلالها الحدث، بحضورهم الغفير، والأجواء القوية التي أضفوها على المدرجات.
منقول عن العربي الجديد