محمد امين الدريدي … انتحار شاب انتقاما من دولة فاسدة
محمّد أمين الدريدي، شاب في مقتبل العمر، 25 سنة فقط، زوّالي من عايلة خبزيست. محمد أمين يخدم دهّان، صانع بنّاي، صانع نجّار (…) أيّ حاجة ينطّر بيها الفرنك يخدمها وما يعيفهاش.
أغلب صحابو ركبو الشقف وحرقو للطليان آما هو اختار الجمعة الّي فاتت انّو يمشي للسّوق متاع مرناق (ديجا حومتو هاذيكا) وعمل نصبة صغيرة يبيع فيها في زوز صنادق عنب وخوخ باش يطيّر الفرنك.
جماعة أعوان التراتيب البلدية يخلّيوه يخدم عادي من غير ما يكرّهوه في حياتو؟؟ يجي منّو هو ؟ كيفاش ياخي الدّنيا مسيّبة؟ ماو لاباس تبيع في صندوق عنب؟ ويني الرخصة متاعك؟؟؟
بالطّبيعة ثمّة 200 نصبة على طول الشارع الّي يشقّ السوق لا عندهم رخصة ولا والو ولا يدور بيهم حدّ ولا يكلّمهم حدّ، أما مادام محمد أمين جاء للسوق جديد لازم نمرّرولو عيشتو بالمحاضر والخطايا الّي سومهم أغلى من سوم الزّوز صنادق غلّة الّي بيع فيهم أصلا.
باختصار شديد، اليوم الصباح، السبت 24 سبتمبر، مشى محمد أمين كالعادة يخدم على روحو، حطّ النصبة متاعو في آخر السوق باش يبعد عالمشاكل، هبطو عليه جماعة التراتيب كالعادة كي غربان الدم، حجزولو البسكولة ومنعوه مالعمل. من قوّة الصدمة هزّ روحو ومشى للدّار علّق كوردة في الثريّا وشنق روحو بعد نصّ ساعة فقط من واقعة حجز البسكولة.
مرناق مقلوبة لابسة ثوب الحداد توّة. الوجوه مصدومة.. حايرة.. يائسة وفادّة مالحياة أصلا. اللّه غالب هاذيكا بلادنا: الفسّاد والمجرّمة يعيشو فيها ويسرقو ويملكو البنوك والفنادق ويستحوذو على رزق الدولة وما يكلّمهم حدّ … والزواولة الّي يجريو على لقمة نهارهم .. الزواولة هاذوكو ليهم رب كريم