لماذا يتهم الشاهد بتوظيف أجهزة الدولة ولماذا يرتبط ذلك بهذه الشخصية؟

تونس: الجرأة نيوز

منذ اطلاق ما سمي بالحرب ضد الفساد وتهمة استغلال أجهزة الدولة ومؤسساتها تلاحق رئيس الحكومة يوسف الشاهد.

والامر أي التهم تطورت وتصاعدت اكثر مع اقتراب الانتخابات خاصة بعد اعلانه  ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية .هذه الاتهامات لم تروجها المعارضة فقط بل وحتى شخصيات مستقلة كثيرا ما تحذر في تصريحاتها وحضورها في وسائل الاعلام من العودة الى توظيف موارد وامكانيات الدولة لأغراض انتخابية وشخصية.

اولا لا يمكن النظر للموضوع من جانب واحد أي نفي الأمر او اثباته فأي صاحب سلطة يستفيد من سلطته بطريقة مباشرة او غير مباشرة ومن كان رئيس حكومة بيده كل السلطة التنفيذية تقريبا من الطبيعي ان يحاط بمتزلفين ومستفيدين وحتى عقليات قديمة  و»مسامر مصددة»مازالت ترى ان السلطة فوائد ومصالح وهؤلاء ايضا يريدون المحافظة على مصالحهم وهذا لا يكون الا ببقاء السلطة بيدهم خاصة في القصبة.

بين قرطاج والقصبة

يمكن ان نقيس المسألة من جانب آخر وهو التنافس الذي كان بين قصر قرطاج والقصبة حيث ان مستشارين للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي طالتهم نفس الاتهامات كونهم يحاولون التدخل في الاعلام والتأثير وهذه الاتهامات طالت خصوصا نور الدين بن تيشة الذي غاب كليا منذ وفاة الباجي قائد السبسي.

بالنسبة للقصبة أي قصر الحكومة ومركز السلطة النفيذية الفعلي يؤكد اعلاميون كون الشاهد كرئيس حكومة لديه رؤية اتصالية يربطونها بمستشاره الاعلامي الفعلي وان كان غائبا دائما عن الأضواء. لكن السؤال هل فعلا تتضمن هذه الرؤية ضغوطا تمارس على وسائل اعلام واعلاميين؟

قبل فترة وجيزة اشتكى صحفيون مثل مريم بلقاضي وغيرها من وجود ضغوط لكنهم لم يربطوها بشخص معين ما يعني ان الوضع العام يؤشر على وجودها لكن كيف تحصل وبأي طريقة ومن يقوم بها وهل يتدخل اعضاء في الحكومة في هذا فالأمر غير معلوم لأنها تبقى تذمرات عامة لم تدخل مطلقا في التفاصيل.

الحرب على الفساد

بالنسبة للحرب على الفساد التي اطلقها الشاهد في 2017 فإنها ارتبطت منذ ذاك الحين باتهامات توظيف السلطة واجهزة الدولة ومواردها بل ان جزء كبير فسرها كونها تصفية حسابات وضغوطات ويضربون مثالا على ذلك اقتصار الايقافات على شفيق جراية ومقربون منه وعدم التعرض مطلقا لشخصية اخرى كانت خصما لها وهي كمال اللطيف والجميع يتذكر ذلك الفيديو الذي راج لشفيق جراية قبل ايقافه بفترة وما قاله للطيف» شد كلابك ونشد كلابي» وهو مقطع اثار جدلا وازمة كبيرة.

من هنا فان الحرب على الفساد يربطها البعض « بحرب الدوسيات» أي الملفات او ما صار يعرف « تخرج دوسياتي نخرج دوسياتك».

آخر هذه التهديدات جاءت من قبل المدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي ونجل الرئيس السابق الذي هدد بكونه يمتلك معلومات استخباراتية خطيرة لكن الغريب ان الموضوع هدأ بسرعة ولم يحتج عليه السياسيون بل الجميع آثر الصمت والسلامة.

لو رجعنا الى فترة حكم «الترويكا» نجد ان سياسة التهديد «بالدوسيات» كانت موجودة ايضا فقيادات كثيرة في النهضة هددت بذلك بل منهم من قال ان ملفات خطيرة وجدت في ارشيف البوليس السياسي لكن تم التكتم وعدم كشفها بل هناك من تحدث عن ضغوط على رجال الأعمال.

آخر حدث ارتبط بمسألة الاتهامات بتوظيف الدولة واجهزتها هو قضية نبيل القروي فأنصاره وحتى البعض من خصومه رأوا ان القضية سياسية وليست قانونية ولو ان ملف القروي دسم في هذا الخصوص ولا يمكن انكار ان الاتهامات جدية وليست مفبركة ولا يمكن ان تكون مفبركة .

محمد عبد المؤمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى