كواليس السياسة/ خلافات كبيرة حصلت في شورى النهضة حول مصير الفخفاخ…والغنوشي فرض رأيه
تونس – الجرأة نيوز : محمد عبد المؤمن
انعقد يوم امس اجتماع لمجلس شورى النهضة خصص لملف وحيد وهو اتخاذ القرار النهائي بشأن رئيس الحكومة الحالي الياس الخفاخ.
النهضة بعد يوم طويل من النقاشات اعلنت الموقف الرسمي الذي تبنته اعلى مؤسسة في الحركة وهي منح رئيسها راشد الغنوشي مهمة التواصل مع رئيس الجمهورية وبقية الاطراف السياسية للتشاور حول تشكيل حكومة جديدة.
هذا القرار هو اعلان رسمي و بات كون الحركة سحبت ثقتها من الفخفاخ وقررت عزله اما بان يستقيل او بانسحاب وزرائها من الحكومة او أي طريقة اخرى تريده ان يسير فيها.
الفخفاخ رغم مرور ساعات على اعلان النهضة فانه لم يعلق على الامر وخير الصمت وهذا مفهوم حيث ينتظر لقاء بينه وبين رئيس الجمهورية ليحدد موقفه النهائي.
النتيجة التي اعلنتها النهضة ظهرت وكأنها اتخذت بمنتهى السهولة وان الانسجام كان سيد الموقف في الحركة لكن هذا غير صحيح بالمرة.
فما حصل خلال اجتماع مجلس شورى النهضة كان نقاشا حادا وخلافات كبيرة وجوا مشحونا حيث ان الموقف الذي تقدم به الغنوشي لم تستسغه الكثير من القيادات واعضاء مجلس الشورى بل رفضوه.
لننظر اولا في النتيجة فقد صوت لصالح القرار 54 عضوا وعارضه 38 .
وعدد المعارضين له ليس بالقليل بل هو يفوق ثلث الاعضاء المصوتين بكثير.
ما خرج به شورى النهضة هو تبني لموقف الغنوشي ومن ورائه رئيس المجلس ونقصد الشورى عبد الكريم الهاروني وكلاهما من اكثر المتحمسين لإزاحة الفخفاخ الذي يرونه خصما للنهضة ورئيس حكومة فرض عليها.
في مقابل ها فان اعضاء كثر وقيادات كبيرة رفضت القرار واعتبرت انه سيضر بالحركة وباستقرار البلاد لكن الغنوشي كان صارما في موقفه وهو لا للفخفاخ .
بغض النظر عن الازمة السياسية التي ستدخل فيها البلاد جراء هذا القرار فان النهضة ايضا ستدخل في ازمة كبيرة ستتجاوز ملف الفخفاخ الى ملف آخر وهو الموقف الشخصي الذي يزيد من تضييق الخناق عليها.